
الناس-
هذه الصورة زودنا بها اللاعب السابق لفريق السويحلي السنوسي السنوسي (اسنيس)، تعود إلى العام 1991، حين كان الفريق يمر بواحدة من أزهى فتراته تحت إشراف المرحوم “خالد أبوالقمصان”.
في ذلك العام توج الفريق ببطولة الدوري الليبي للكرة الطائرة لأول مرة في تاريخه، ثم تتالت الألقاب.
السنوسي محمد السنوسي- المركز ضارب، كان أحد أفراد تشكيلة البطولة الأولى، لكنه يظهر في هذه الصورة ضمن فريق الأواسط الذي ظفر ببطولة ليبيا أيضا في ذلك العام، التقطت الصورة قبل المباراة الختامية في الدوري حيث واجه فريق الإفريقي من درنة وكان يمر بواحدة من أزهى فتراته هو الآخر.
ورغم ظفر “السنوسي” مع ناديه ببطولة الأكابر، واستدعائه للمنتخب، إلا أن لهذه الصورة وهذه المباراة وقع خاص في نفسه يقول:
واجهنا فريق الإفريقي الرائع في ذلك العام (1991) على النهائي، وقد واجهتنا صعوبة في حسم المباراة، كانت مباراة متكافئة، وكانت القوانين وقتها في احتساب النقاط تختلف عما هي عليه الآن، ولا تحسب لك نقطة إلا أذا كنت صاحب الإرسال..
الحضور الجماهيري يومها كان ضعيفا، ذلك أن مباراة في كرة القدم كانت تقام في نفس التوقيت في الملعب المجاور للقاعة الرياضية، ونقطة التحول في المباراة هي لحظة دخول الجماهير بشكل غير متوقع، كانت مباراة كرة القدم قد انتهت لتوها، فخرجت الجماهير من الملعب ودخلت إلى القاعة، وملأتها عن آخرها واهتزت أركان القاعة بالهتافات..
تغير إيقاع اللعب تماما، وارتفعت معنوياتنا بفضل دعم الجماهير الغفيرة، وتمكنا من الظفر بالمباراة، والتتويج ببطولة ليبيا. فكانت المباراة هي الأهم في مسيرتي. رغم أن المدرب التقطني مع بعض زملائي للمشاركة مع فريق الأكابر..
كانت سعادتي غامرة بهذا الانضمام. لكني لم أعرف أن هذا الأمر سيحرمني لاحقا من المشاركة مع المنتخب..
فقد قرر الاتحاد الليبي للكرة الطائرة إعادة بناء منتخب الطائرة للأكابر لمشاركة خارجية، ولحسابات المستقبل فقد تقرر أن يكون نصف الفريق من فئة الشباب (الأواسط)، وللمفاضلة بين اللاعبين من قبل لجنة فنية، استدعي عدد كبير من الأندية لتجمّع أقيم في قاعة رجب عكاشة بطرابلس، وكنت من بينهم.
تحمست بشدة، وعقدت العزم على أن أكون من ضمن قائمة المنتخب، رغم ظروف الدراسة،
في ذلك التجمع، قدمت أفضل أداء عندي، وتيقنت أنني حجزت بطاقتي مع المنتخب، وقد تسرب لي الخبر من خلف الكواليس. لكن أثناء الإعلان الرسمي كان اسمي قد شطب من القائمة، وأدرج مكاني زميل آخر. إذ اتهمني أحد أعضاء اللجنة بالتزوير في بياناتي، وأصر أنني تجاوزت السن المطلوبة. واضطررت إلى العودة لمصراتة لإحضار ما يثبت صحة بياناتي. إلا أن الأمر كان قد حسم، وحرمت من اللعب للمنتخب.
لقد لعبت الكرة الطائرة لتسعة مواسم بشعار نادي السويحلي، وتحصلت على عديد الألقاب، لكن تظل هذه الصورة من أعز الذكريات على نفسي، حيث حصدت ورفاقي أول بطولة للنادي في فئة الأواسط، وتضم هذه الصورة كلا من:
وقوفاً من اليمين خالد المجعوك- المرحوم كمال الصرماني- محمد احميد- عيسى الجعيبى- السنوسي السنوسي –
وجلوساً من اليمين المرحوم عبدالعزيز شنيشح- المرحوم علي المنتصر- مروان صافار- يوسف الشويهدي- إبراهيم عبيد- عمر الوداني- رمضان عجاج .
لا يخفي السنوسي امتعاضه من التجاهل الذي يكافأ به قدامى الرياضيين، ويدعو أن تكون هناك رابطة تجمعهم، ليكونوا سندا للأجيال اللاحقة، وتكون الرابطة مظلة تحفظ لهم تاريخهم في أرشيف الرياضة الليبية..