الناس-
ندد “فائز السراج” رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية بالتدخل الخارجي في بلاده، محددا دول الإمارات ومصر وفرنسا، وهي الدول الداعمة للعدوان على العاصمة بقيادة العسكري المتمرد خليفة حفتر.
جاء ذلك في خطابه أمام الاجتماع (74) الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الأربعاء (25 سبتمبر 2019م) لتكون المرة الأولى التي يسمي فيها الدول الداعمة لحفتر بشكل علني.
وكان السراج قد وصل الخميس إلى نيويورك لحضور اجتماع الأمم المتحدة، واجتماعات دولية أخرى على هامش القمة، كما أجرى محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيرش، والرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي “موسى محمد فكي”، والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، ورئيس وزراء بلجيكا “شارل ميشيل”، والممثلة العليا للسياسية الخارجية الأوروبية “فريدريكا موغريني”. وشارك بكلمة أمام منتدى “كونكورديا الدولي”.
كما التقى السراج مسؤولي عدد من شركات النفط ومؤسسات الاستثمار الأمريكية متطلعا إلى توسيع نطاق التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
وفي كملته أمام الجمعية العامة طالب السراج بإرسال فريق لتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات المعتدية على العاصمة بقيادة العسكري المتمرد خليفة حفتر- وفق تعبيره- بعد أن تحدث عن انقلابه الفاشل في الرابع من أبريل الماضي، وانقلابه السابق في فبراير 2014، “في محاولاته اليائسة لعسكرة الدولة وقطع الطريق أمام بناء الدولة المدنية الحديثة”.
وقال السراج أن من شجع حفتر على العدوان هو الدعم المالي والعسكري الذي تحصل عليه من “بعض الدول” والتي تراجع موقف بعضها بعد تأكد فشله، متأسفا لاستمرار دعم دول مثل الإمارات ومصر وفرنسا في دعمها، والذي يعد خرقا صارخا لقرارات مجلس الأمن. في الوقت الذي أكد فيه على قوة موقف قواته ميدانيا: “وها هي قواتنا في عملية بركان الغضب من الجيش والقوات المساندة ، تسطر الانتصارات تلو الأخرى، وتتقدم في كل المحاور بشجاعة وبسالة واقتدار ، ونتوجه الى ابطالنا الشجعان، بتحية تقدير وفخر واعتزاز، ونترحم على أرواح شهدائنا الأبرار ، وبالرغم الآلام ستظل هذه الملاحم البطولية محطة مضيئة في ذاكرة الوطن والأجيال”.
وتطرق الرئيس في كلمته إلى بعض مظاهر الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها حفتر وأتباعه، معرجا على اختطاف “سهام سرقيوة” النائبة في البرلمان، ومقتل ثلاثة آلاف من شباب ليبيا، ونزوح مائات الآلاف من مناطق القتال، وقصف عشوائي على الأحياء السكنية من ضواحي طرابلس إلى مرزق، واستهداف المطارات المدنية، وقصف المستشفيات والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف والبنية التحتية وتجنيد الأطفال. مطالبا المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية أن تسرع في تحقيقاتها بالخصوص.
وفند محاولات المعتدي تضليل الرأي العام بالقول أن هدفه محاربة الإرهاب: “وهو قول مردود عليه ، فقوات حكومة الوفاق الوطني هي من حارب وهزم تنظيم الدولة الإرهابي “داعش”، وحرر مدينة سرت من عناصره، في اطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، والتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية، ومازلنا نواصل معا مطاردة فلول الإرهاب أينما وجد، والمعركة مستمرة حتى القضاء على الارهابيين، واقتلاع الارهاب من جذوره، ان جنودنا الذين شاركوا في الحرب ضد التنظيم الإرهابي، هم من يقومون الآن بصد العدوان الغادر على العاصمة وغيرها من المناطق.
تحدث السراج أيضا عن الترتيبات التي اتخذتها حكومته فيما يتعلق بالحوكمة والأمن، والإصلاح الاقتصادي، وتفتيت الإدارة المركزية، لافتا الانتباه إلى “التجاوزات المالية الخطيرة التي ترتكبها المؤسسات الموازية غير الشرعية، إضافة الى طباعتها للعملة خارج سلطة ونظام اصدار العملة. كما نحذر من محاولات بيع النفط الليبي خارج نطاق الشرعية، فالنفط هو ثروة جميع الليبيين، وتقع مسؤولية إدارته على عاتق المؤسسة الوطنية للنفط، ولحكومة الوفاق الوطني وحدها سلطة الإشراف على المؤسسات المالية والاقتصادية للدولة”. مجددا المطالبة بضرورة الإسراع بتكليف لجنة فنية من المؤسسات الدولية المتخصصة وتحت إشراف الامم المتحدة، لمراجعة أعمال المصرف المركزي في طرابلس وفرع المركزي في البيضاء
كما تحدث عن الترتيبات الأمنية لإرساء النظام في البلاد، والتحدي الذي تواجهه ليبيا إزاء تدفق المهاجرين غير النظاميين عليها بشكل كبير، وكيف ساهمت الميليشيات المعتدية في زيادة المأساة بقصفها لمراكز الإيواء ما أدى إلى مقتل العشرات منهم. مؤكدا في هذا الصدد أن ليبيا ضحية لهذه الهجرات، وتحتاج إلى دعم يتناسب مع حجم المشكلة وخطورتها.
يشار إلى اجتماعا وزاريا سيعقد اليوم الخميس (26 سبتمبر 2019) في نيويورك حول ليبيا تقوده فرنسا وإيطاليا. من المتوقع أن يمارس ضغوطا لفرض رؤيتها للحل في ليبيا، كما أن اجتماعا دوليا تستضيفه برلين من المنتظر الإعلان عن موعده نهاية أكتوبر أو مطلع نوفمبر القادم بخصوص ليبيا.