
الناس-
أعلن الروائي الليبي هشام مطر، عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك” يوم الاثنين 20 مايو الجاري، عن صدور عمله الجديد المتمثل في ترجمة مجموعة قصصية للأديب المصري نجيب محفوظ إلى اللغة الإنجليزية، تحت عنوان “I Found Myself” (وجدت نفسي)، مرفقًا الإعلان بصور غلاف الكتاب وصفحات داخلية منه.
ووضع مطر لمنشوره عنوان: “كتاب جديد وتعاون جديد”، مفتتحًا بسؤال تأملي: “أين كنا سنكون من دون المترجمين؟” ليجيب:
“كقارئ، لكانت حياتي أكثر فقرًا. وككاتب، فإن عملي يستفيد بشكل هائل من العناية والفن اللذين يتمتع بهما المترجمون الموهوبون الذين نقلوا كتبي إلى لغات عديدة، مما منحني امتياز أن أكون في حوار مع قرّاء لا أشاركهم اللغة. والآن، وبطريقة صغيرة، أمارس هذه المهنة النبيلة من خلال نقل بعض أحلام نجيب محفوظ المتأخرة إلى اللغة الإنجليزية لأول مرة.”
وأشار مطر إلى أن هذه الشذرات القصيرة الساحرة من أحلام محفوظ تمثل نافذة حميمة على أعماقه اللا واعية، قائلًا:
“لقد غيّرني العمل على ترجمتها، وأثر في علاقتي بإبداع هذا الروائي المحبوب، وكذلك بعالم الأحلام اللامتناهي”.
يروي مطر في مقدمة ترجمته لقاءه مع بنجيب محفوظ بعد محاولة اغتياله عام 1994، حين أصبح الكاتب الكبير يعيش في عزلة نسبية، يلتقي أصدقاءه في أماكن سرية خوفًا على حياته، يصف مطر تفاصيل أمسية في فندق بالمعادي، حيث جلس بجوار محفوظ، الذي استقبله بود وسأله هامسًا: “ليبي؟”
“نعم، قلتُ، وأومأتُ برأسي خشية أن يكون كلامي غير واضح”.
“مع أم ضد؟ سأل ببطء”. ومقصده نظام القذافي حينها.
“ضد، قلتُ”.
“ممتاز، قال. تفضل واجلس بجانبي”.
ثم وعبر السرد، يستعرض مطر شخصية محفوظ: تواضعه، ضعفه الجسدي، وحكمته العميقة، خاصة حين أجاب عن سؤاله حول الكتابة بلغة غير اللغة الأم: “أنت تنتمي للغة التي تكتب بها”، مضيفًا لاحقًا: “ولكن من يهتم؟”. يربط مطر هذه العبارة بفهمه العميق لعلاقة اللغة بالذات، ويرى فيها مدخلًا لإدراك أوسع للهوية الأدبية.
يختم تقديمه بتأمل في “أحلام محفوظ”، التي كتبها في سنواته الأخيرة، ويراها مطر انعكاسًا لقلق وجودي وحنين وطني، بل ونبوءات مبكرة عن ثورات لم تتحقق. يعكس النص تقديرًا عميقًا لمحفوظ ككاتب ومفكر وحالم، وقدرة الأحلام، كسرديات كثيفة ومقتضبة، على كشف النفس والواقع في آن.