العربي الجديد-
يستعد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة لزيارة مدينة زوارة في أقصى غرب البلاد، غداً الأحد، لافتتاح معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، وقالت عدة مصادر ليبية لـ”العربي الجديد” إن الدبيبة مهتم اهتماماً بالغاً وشخصياً بالترتيبات الخاصة بإعادة المعبر الحدودي حتى لا تتكرر العراقيل السابقة التي سبّب فشل ثلاثة إعلانات سابقة لإعادة افتتاحه.
وفي التفاصيل أوضحت المصادر، وهي حكومية من طرابلس وأخرى مقرّبة من بلدية زوارة، أنّ الحكومة وبالتوافق مع بلدية زوارة ستسلم معبر رأس جدير لمصلحة الجمارك لتتولى إدارته برفقة وحداتها الأمنية وبالتنسيق مع رئاسة الأركان العامة في خطوة أولى للحدّ من نفوذ المسلحين المسيطرين على المعبر منذ عدة سنوات، ولتجنب توترات جديدة في المستقبل في المعبر قد تحدث بين هؤلاء المسلحين وبين القوات الأمنية التابعة لوزير الداخلية عماد الطرابلسي، على خلفية خلافات سابقة بين الجانبين.
وبحسب المصادر، سيلتقي الدبيبة عدداً من أعيان زوارة ومجلسَها البلدي خلال زيارته زوارة، غداً الأحد، وسيعلن تدشين العديد من المشاريع الخدمية في المدينة، التي يطالب بها الأهالي، ومنها صيانة مستشفى المدينة ومحطة تحلية المياه، قبل افتتاح المعبر رسمياً الذي من المرجح أن يشارك فيه مسؤولون عن الجانب التونسي. وأصدر مساعد رئيس الأركان العامة للجيش، الفريق صلاح النمروش، الجمعة (28 يونيو 2024م) تعليمات بمنع عبور أي آليات مسلحة غير مكلفة من رئاسة الأركان في اتجاه معبر رأس جدير، معلناً تعامل رئاسة الأركان بحزم مع كل من يخالف هذه التعليمات. وأوضحت رئاسة الأركان أن هذه التعليمات جاءت على خلفية جولة تفقدية أجراها النمروش لتمركزات الكتائب المكلفة من رئاسة الأركان بمداخل منطقة أبوكماش المحاذية لمدينة زوارة ومخارجها.
وتشرف مدينة زوارة على موقعين حيويين هما؛ مجمع أبوكماش النفطي (30 كيلومتراً) شرق المدينة، ورأس جدير الحدودي مع تونس الواقع غربها على بعد 50 كيلومتراً، وتقوم المجاميع المسلحة التابعة للمدينة بعمليات تأمين أبوكماش وإدارة المعبر الحدودي منذ سنوات طويلة.
وتصاعد التوتر في معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، في مارس الماضي، بعد قرار وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، عماد الطرابلسي، السيطرة على المعبر في إطار خطته الأمنية الرامية للسيطرة على القاطع الحدودي مع تونس للحد من مظاهر الانفلات الأمني، ومحاربة أنشطة تهريب البشر والوقود عبر الحدود
بيد أنّ المجلس البلدي والاجتماعي لمدينة زوارة رفضا قراره، وطالبا بضرورة المشاركة في إدارة المنفذ، قبل أن يحدث توتر مسلح في المعبر إثر منع مسلحي زوارة دخول قوة تابعة للوزارة إلى معبر رأس جدير ما دفع الطرابلسي إلى إعلان إغلاق المعبر في 19 مارس، وأكد أنّ المعبر “لا بد أن يعمل تحت سلطة الدولة وشرعيتها”، واتهم المسلحين المسيطرين عليه بأنهم “مجموعة خارجة عن القانون”.
ولاحقاً جرت العديد من الاتصالات والوساطات لتهدئة الأوضاع، ووسط إصرار الوزارة على إنفاذ قرارتها فشلت ثلاث محاولات لإعادة افتتاح المعبر، إذ أُعلن افتتاح جزئي لمعبر رأس جدير أمام الحالات الإنسانية والمستعجلة والطارئة والدبلوماسية، في 12 يونيو الجاري بعد توقيع اتفاق بين الجانبين الليبي والتونسي، على أن يكون الافتتاح الكلي في 20 يونيو، لتعود الحكومة وتعلن أن الافتتاح الرسمي سيكون في 24 يونيو قبل أن يتعذر ذلك. وجاء فشل الإعلان الأخير على خلفية تنظيم أهالي مدينة زوارة احتجاجات وإغلاق الطريق الساحلي الرابط بين زوارة والمعبر، والاعتصام داخل مجمع أبوكماش.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة تأجيل افتتاح معبر رأس جدير في 25 يونيو، أكدت في بيان لها، أنّ الدبيبة أصدر تعليماته بـ”ضرورة فتح الطريق الساحلي” الرابط بين زوارة الحدودية والمعبر رأس جدير، واستكمال إجراءات افتتاح المعبر وفق خطة الحكومة لتنظيم العمل في المعبر، كونه حاجة ضرورية ليقدم خدماته لكل الليبيين “بعد استكمال أعمال الصيانة والتطوير التي قامت بها الحكومة”. وجاء بيان الحكومة بعد اجتماع ضمّ الدبيبة بوفد من زوارة في مقرّه الحكومي بطرابلس، ناقش عدداً من القضايا الخدمية التي يطالب بها أهالي زوارة، كتقديم الدعم لمستشفى المدينة ومحطة تحلية المياه ورفض قرار وزارة الداخلية نقل عدد من ضباط المدينة وعسكرييها من وظائفهم في المعبر إلى مجالات عمل أخرى، قبل أن يعلن المحتجون في زوارة إعادة فتح الطريق الساحلي.
المزيد: