(الناس)- نبهت وزارة الداخلية الليبية أنها لن تقبل المس بأمن العاصمة وسكانها، مشيرة إلى أن دعوات التحشيد لقوات أو أفراد لن تكون مقبولة على الإطلاق.
ولوحت الوزارة في بيان أصدرته السبت (05 يناير 2019م) إلى أنها ستواجه الأمر بالشكل الملائم لمنع الفوضى والتغول على حياة المواطنين- حسب وصفها.
وطمأن البيان سكان العاصمة وضواحيها بأن العمل الأمني والشرطي متواصل “ولن يتوقف، وسيكون مساره التصاعدي كما وكيفا، مهمة أساسية للوزارة وكل أجهزتها ووحداتها وأفرادها ومنتسبيها”.
وكان “فتحي باشاغا” وزير الداخلية اشتكى في تصريح إعلامي من وجود أجسام موازية لوزارته، “تمتلك الإمكانيات الكبيرة، هي صحيح منتمية شكليا لوزارة الداخلية تحت مسميات الدعم المركزي، أو القوة س، أو القوة ص، ولكنها امتلكت الإمكانيات الكبيرة من خلال السنتين الماضيتين واستطاعت أن تهيمن على وزارة الداخلية”- يقول الوزير.
وأضاف إن هذه المجموعات هيمنت على القرار السياسي والاقتصادي والمالي، وأن ميزانية الداخلية صارت تصرف لهذه المجموعات بدلا من صرفها للوزارة.
وقال: “هذه المجموعات لا تطيع مؤسسات الدولة الليبية، ولا تطيع المخابرات ولا المباحث، هي تفعل ما تريد وتعمل ما تريد..”.
يشار إلى أن باشاغا صرح في مؤتمر صحفي عقب تفجير مبنى الخارجية في الخامس والعشرين من ديسمبر المنصرم بالعاصمة طرابلس إلى أن الأمن في طرابلس ليس حقيقيا، ما اعتبر وقتها هجوما على المجموعات المسلحة غير النظامية التي تسيطر أمنيا على العاصمة، والتي كونت مؤخرا ما أسمته قوة حماية طرابلس، وجعلت للقوة مكتبا سياسيا.
واعترف باشاغا في مؤتمره الصحفي ذاك بالضعف الأمني، قائلا إنه يحتاج لوضع خطط للتغلب على المشاكل الأمنية، موضحا أن الترتيبات الأمنية لم تطبق، وعلق حينها: “الأمن ظاهريا جيد، ولكن بالمعيار الأمني الصحيح الوضع ليس جيدا”.
ثم أوضح: “مخازن الداخلية حتى الآن صفر والأسلحة والمعدات كلها صفر، طالبنا بميزانية ولكن حتى الآن لم تتوفر، كل ما لدينا موارد بشرية، ورغبة وروح معنوية عالية. وعزيمتنا لن تحبط، وسنستمر في الحفاظ على بلادنا بكل ما أوتينا من إمكانيات”.
ولقت تصريحات الوزير صدى واسعا، فاجتمع بمحافظ مصرف ليبيا المركزي لتغطية احتياجات الوزارة، ثم عقد سلسلة من اللقاءات، آخرها الخميس (03 يناير 2019) حيث استقبل الأمريكية “ستيفاني ويليامز” نائبة رئيس البعثة الأممية في ليبيا، وناقش معها مستجدات الملف الأمني في ليبيا، كما ناقش نفس الملف مع القائم بأعمال سفارة إيطاليا لدى ليبيا.
كما استقبل الأربعاء القائم بأعمال سفارة بريطانيا لدى ليبيا وطلب منه دعما دوليا مباشرا في ملف الأمن.
أما على الصعيد الداخلي فقد ترأس باشاغا عددا من الاجتماعات الأمنية مع ضباط الوزارة، واستعرض معهم خطة تأمين العاصمة وضواحيها، كما أذن في اجتماع سابق بالتواصل مع ضباط المنطقة الشرقية لغرض التنسيق الأمني في ربوع البلاد.
يذكر أن باشاغا استلم مهامه وزيرا للداخلية في الحادي عشر من أكتوبر 2018م، في تعديل وزاري قام به المجلس الرئاسي لعدد من الحقائب.