العربي الجديد-
وصل رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، الفريق أول محمد الحداد، مساء الخميس (13 ابريل 2023م)، إلى مدينة بنغازي لاستكمال المشاورات حول توحيد المؤسسة العسكرية.
وكان في استقبال الحداد لدى وصوله إلى بنغازي الفريق عبدالرازق الناظوري.
ومن المنتظر أن يستكمل الحداد والناظوري خلال لقائهما الحالي في بنغازي المشاورات الجارية بينهما منذ عدة أشهر حول توحيد المؤسسة العسكرية، ونتائج اللقاءات بين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة.
وكان الحداد والناظوري قد التقيا أكثر من مرة في مدن سرت، وطرابلس وتونس، وروما، وتمحورت لقاءاتهما حول ملف توحيد المؤسسة العسكرية، كما شاركا في لقاءات الآونة الأخيرة في طرابلس وبنغازي، بين أعضاء لجنة “5 + 5″، صحبة عدد من القيادات العسكرية والأمنية من شرق وغرب البلاد.
وصدرت عن الاجتماعات السابقة للحداد والناظوري بيانات وتصريحات تبدي رغبة الطرفين في توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة في البلاد بين الغرب والشرق، على خلفية الصراع المسلح الذي شهدته البلاد، منذ إعلان حفتر في بنغازي عن عملية الكرامة، منتصف عام 2014، قبل أن يعلن عن قيادة عسكرية منفصلة في الشرق، وتنصيبه من قبل مجلس النواب قائداً عاما للجيش نهاية عام 2015.
وفيما تعد زيارة الحداد الأولى من نوعها إلى مدينة بنغازي، رعى المبعوث الأممي لدى ليبيا عبدالله باتيلي لقاء ضم أعضاء لجنة “5+ 5” وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية من شرق وغرب البلاد في بنغازي، السبت الماضي، وقبلها لقاء مماثلاً في طرابلس، في الـ26 من مارس الماضي.
وصدرت عن اللقاءين في طرابلس وبنغازي مطالبة المجتمع الدولي بضرورة دعم “جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) ولجنة التواصل الليبية المنبثقة منها في إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب”، كما اتفقوا على البدء في إجراءات عملية للبدء بمعالجة مشاكل النازحين والمهجرين والمفقودين وضمان العودة الآمنة لهم “بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية المعنية في مختلف مناطق ليبيا”.
وبشأن المحتجزين لدى أطراف الصراع، اتفق المجتمعون على البدء في تبادل المعلومات، واتخاذ خطوات عملية لتبادل المحتجزين بأسرع وقت.
وكل تلك خطوات من شأنها دعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية، إلا أن باتيلي يعول على مشاركة المؤسسة العسكرية في تأمين الانتخابات المقبلة، التي يدفع نحو إجرائها خلال العام الجاري.
وفي كلمته الافتتاحية لاجتماع بنغازي، عبّر باتيلي عن أمله في أن يهيئ تعاون القادة العسكريين “الظروف اللازمة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا”.
وقال متوجها بحديثه للمجتمعين: “آمل أن تكونوا قادرين على المُضي قدمًا نحو اعتماد ميثاق شرف يرسم معالم بيئة سياسية مواتية، تلتزم بتأمين انتخابات حرة ونزيهة في عام 2023 وبتأييد نتائجها”.
ووصف باتيلي اجتماع بنغازي بأنه “رمز لليبيا الجديدة، بأن تقف على قدميها مرة أخرى، وتكون ذات سيادة”، وقال: “هذا الاجتماع بين الإخوة هدية كبيرة، تعزز المصالحة، وتفتح الباب أمام عقد اجتماعات داخل ليبيا”، مشيرا إلى أنه يأتي في إطار النهج الشامل الذي “نتبعه لمعالجة أزمة البلاد التي طال أمدها”.
من جانب آخر التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، لمناقشة سبل دعم الجهود الدولية والمحلية لعقد الانتخابات وإنجاحها.
وبحسب المكتب الإعلامي للدبيبة فقد بحث الطرفان، خلال لقائهما، دعم جهود المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في سياق إجراء الانتخابات.
وفيما أكد المنفي والدبيبة، في مناسبات عديدة، على دعم جهود باتيلي في إجراء الانتخابات خلال العام الجاري، إلا أن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لا يزالان يلزمان الصمت بشأن اجتماعات لجنة “6+6” المنبثقة منهما لصياغة القوانين الانتخابية.
وإثر احتضان مجلس الدولة اجتماع لجنة “6+6” الأول في طرابلس، الخميس الماضي، لم تعلن اللجنة، ولا رئاسة المجلسين، أي جديد بشأن استمرار اجتماعات اللجنة التي من المفترض أن تنتهي من أعمالها قبل نهاية يونيو المقبل.