
الناس-
صدر عن دار الفرجاني أخيرًا، وبعد تعثر تجاوز العام، كتاب “نساء في سجون القذافي– سيرة سجينة ليبية” للكاتبة والمعتقلة السابقة منى الجرنازي. ويُعد هذا الإصدار الأول من نوعه الذي يوثّق تجربة اعتقال امرأة ليبية رفقة والدتها “مباركة العربي” لمدة أربع سنوات بين عامي 1984 و1989، بينما امتد اعتقال إخوتها الأربعة وزوجها لفترات تراوحت بين أربع سنوات وسبعة عشر عامًا.
وفي مقدمة الكتاب، تستعيد الجرنازي تفاصيل سنوات السجن بدقة مؤلمة، قائلة:
“إن أعوام سجني تمتد في ذاكرتي فأسترجعها عامًا عامًا، وشهورها شهرًا شهرًا، وأسابيعها أسبوعًا أسبوعًا، وأيامها يومًا يومًا، بل أكاد أتذكر ساعاتها ساعة ساعة، ولحظاتها لحظة لحظة. أتذكر الزنزانة وزواياها، صرير الباب، وصراخ السجان. لكن أكثر ما يلازمني من ذكريات هنّ رفيقات دربي في الشقاء، وفي مقدمتهن أمي، رفيقة المحنة والسجن، التي عاقبني الأنذال بحبسها معي ليهزّوا حنيني إليها هزًا”.
وتضيف الجرنازي أنها لم تفكّر في الكتابة يومًا، إلا حين واجهت الألم وجهًا لوجه، فوجدت نفسها مضطرة لالتقاط القلم لتدوين رحلتها:
“أنا لست بكاتبة، وإن كنت قارئة جيدة. لم تراودني فكرة الكتابة إلا حين بحثت عن وسيلة لنقل معاناتي بصدق، فلم أجد غير القلم ولا وجدت أفضل مني لكتابتها. فمن غيري يصف حنيني وشوقي وأنيني؟ من غيري يستطيع وصف غربة الزمان، ووحشة المكان، وظلم السجان؟”



