الثرى يواري جثمان الفقيه المالكي والشاعر محمد المحروق صاحب الـ 15 مؤلفا
له منظومة في الفقه المالكي في ثلاثة آلاف بيت
الثرى يواري جثمان الفقيه المالكي والشاعر محمد المحروق صاحب الـ 15 مؤلفا
(الناس)- شيع عصر الاثنين (17 سبتمبر 2018) جثمان الشيخ محمد المحروق عضو رابطة علماء ليبيا، بعد معاناة مع المرض، وهو صاحب مساهمات مهمة في الفقه والأدب وكان له الكثير من المؤلفات في أكثر من تخصص، طبع بعضها ولازال البعض في مخطوطات.
ولد الشيخ محمد محمد إبراهيم المحروق بمدينة مصراتة سنة 1950، وحفظ القرآن صغيرا، ودرس بزاوية الزروق القريبة من منزل عائلته، قبل أن يلتحق بمعهد القراءات بمدينة البيضاء، ويتخرج منه عام 1972، حيث تحصل على الإجازة في علم التجويد والقراءات العشر.
امتهن الشيخ التعليم فدرس أولا في الابتدائية القرآنية ثم الإعدادية والثانوية والقراءات، وفي سنة 1990م تحصل على الليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كلية التربية بطرابلس، ثم الماجستير في العام 1998، في الأدب العربي القديم، وكان عنوان رسالته “المثل في الشعر الجاهلي”.
ولم يتوقف الشيخ عن طلب العلم، حيث درس علمي الفقه والميراث على الشيخ عبدالله سويسي، ودرس على الشيخ مفتاح الليبيدي الألفية في النحو وعلم البيان والميراث، وتلقى التفسير والفقه والبلاغة عن المفسر الشيخ أحمد أبومزيريق، ودرس على الشيخ محمد بن مفتاح قريو جوهرة التوحيد.
كما درس شرح منظومة الفطيسي في الفقه المالكي عن الشيخ الطيب بن طاهر المصراتي، ودرس عنه أيضا نظم الشيخ أحمد البهلول لمتن العزية، وعن الشيخ محمد سالم عيبلو شرح الرحبية في علم الميراث، وتحفة الحكام لابن عاصم، وعن الشيخ المهدي الجطلاوي أجزاء كثيرة من القرآن الكريم.
وكان للشيخ مساهمات في الإذاعات المسموعة في البرامج الأدبية والدينية، وكانت له مساهمات شعرية جمعها في ديوانين منشورين، هما ديوان أزاهير وديوان أفنان في خلجات الوجدان.
ومن أهم مؤلفات الشيخ:
المثل في الشعر الجاهل، وهي رسالة الماجستير، الغرة لتسهيل نظم الدرة في القراءات الثلاث المكملة للعشرة، الدعاء في القرآن، حديث القرآن عن الجنة والنار، صفوة الاعتقاد فيما يجب لله على العباد.
وله أيضا: العبر والأحكام في سيرة خير الأنام، الإعلام بما بين القراءات المتواترة من تكامل وانسجام، الأخلاق في القرآن الكريم، دعاء الأنبياء في القرآن الكريم، النبع المنير في قواعد التفسير، غرر الألفاظ في سير المسندين والمحدثين والحفاظ، منظومة الفقه المالكي في ثلاثة آلاف بيت، نسيم السجر في نظم القطر، فصل الخطاب في نظم قواعد الإعراب، سبيل الوصول إلى خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم.
قضى الشيخ حياته في طلب العلم، وحتى آخر أيامه كان يتردد على مكتبة الزروق القريبة من منزله، ويحمل قلمه وأوراقه دون كلل، ولم يبخل بعلمه، فقد عرف بتواضعه لكل طالب علم، وقد تولى الخطابة بجامع الزروق، كما تولى الدرس في شهر رمضان المبارك بجامع الشيخ امحمد بن عبدالعزيز بعد صلاة العصر من كل يوم. وكان منفتحا على كل جديد فكانت له منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان آخر منشور له في الأول من سبتمبر بعبارة مقتضبة: “ادعوا الله لي بالشفاء” فكانت آخر منشوراته رحمه الله، وأعلنت عائلته اليوم الاثنين عن وفاته حيث ووري جثمانه بمقبرة بن حليم بالزروق.