التوتر الروسي الأوكراني.. تقرير يرصد الأثر الاقتصادي للغزو
الحرة-
إذا غزت روسيا أوكرانيا، فقد تواجه أسواق الأسهم العالمية “طريقا صعبا”، و”أسوأ بكثير” من معظم الأحداث الجيوسياسية الأخرى في العقود الماضية، وفقا لموقع “سي إن إن بيزنس”.
وقد يؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا إلى زيادة “تعطيل إمدادات” النفط الخام، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، التي وصلت بالفعل إلى أعلى مستوياتها منذ سبع سنوات، وهي تقترب من 100 دولار للبرميل.
وقال نعيم أسلم، كبير محللي السوق لدى “أفاتريد”، في تقرير صدر الاثنين: “من المرجح أن يدفع الصراع بين روسيا وأوكرانيا أسعار النفط الخام إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، في وقت أقرب مما كان متوقعا”.
وأضاف أسلم أن “القفزة المحتملة في أسعار النفط تعتمد على نوع العقوبات التي من المحتمل أن تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على روسيا، إذا قامت بغزو جارتها بالفعل”.
ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى “الإضرار بالمستهلكين”، ودفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى إلى التحرك بسرعة أكبر، لرفع أسعار الفائدة لمحاولة كبح التضخم. ومن المحتمل أن تكون هناك “انعكاسات سيئة” على سوق الأسهم أيضا.
وقال محللو “كابيتال إيكونوميكس” في تقرير الاثنين، إن “الغزو الروسي لأوكرانيا، أو تشديد العقوبات على روسيا” في حال الغزو، يمكن أن يزيد التضخم بنحو نقطتين مئويتين في الأسواق المتقدمة، وخاصة في أوروبا”.
وقام كبير محللي الاستثمار في CFRA، سام ستوفال، بتحليل رد فعل السوق على 24 “حدثا عسكريا وإرهابيا” منذ الحرب العالمية الثانية.
ووجد ستوفال أن مؤشر “ستاندرد آند بورز” S&P 500، انخفض عادة بنسبة 1٪ فقط عند ورود أنباء أولية عن حدث عسكري أو هجوم إرهابي، و5.5٪ فقط “على مدار حدث معين”. واستغرق الأمر، في المتوسط، 52 يوما فقط، حتى تستعيد سوق الأسهم خسائرها.
وقال إن: “سوق الأسهم يتأثر بمكافحة التضخم أكثر من تأثره بغزو محتمل لأوكرانيا، والتاريخ يذكر المستثمرين، بأن الأنشطة العسكرية والإرهابية المفاجئة، كانت تقليديا قصيرة العمر، وتمثل فرصة شراء جذابة”.
ولم يكن للعديد من هذه الأحداث تداعيات اقتصادية أوسع، مثل “اغتيال الرئيس كينيدي، ومذبحة الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ عام 1972، والتفجيرات في مدريد عام 2004، وهجوم لندن الإرهابي عام 2005، وتفجير ماراثون بوسطن عام 2013”.
لكن وجد ستوفال أن هناك “صراع عسكري رئيسي أثر بالفعل على سوق النفط، وهو حرب 1990، في أعقاب الغزو العراقي للكويت. وقد أدى ذلك إلى صدمة أكبر في السوق”.
وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 17٪ تقريبا خلال بداية حرب الخليج، واستغرق الأمر أكثر من نصف عام (189 يوما) لتعويض السوق خسائره.
ويرجح أن يؤثر الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا على الأسواق والاقتصاد العالمي، بشكل مشابه لحرب الخليج، وأكثر من الأحداث الأخرى أيضا، خاصة أن روسيا “لاعب مهم” في سوق الطاقة، وهي مصدر مهم للكثير من المواد الأخرى مثل القمح.