
العربي الجديد-
يُربك التوتّر الأمني، الذي تشهده العاصمة الليبية طرابلس، حسابات المدير الفني لمنتخب ليبيا، السنغالي أليو سيسيه (46 عاماً)، الذي يستعدّ لقيادة أوّل معسكر له على رأس الجهاز الفني لـ “فرسان المتوسط”، وقد فشلت محاولات الاتحاد الليبي لكرة القدم في تنظيم مباريات ودّية تحضيرية، استعداداً للاستحقاقات المقبلة، من بينها مواجهة ودية أوروبية كانت مرتقبة، قبل أن يُلغى كل شيء. وعلى الرغم من ذلك، سيواصل منتخب ليبيا تحضيراته، وسط ظروف استثنائية.
ونشر الحساب الرسمي للاتحاد الليبي لكرة القدم على “فيسبوك” بياناً رسمياً، حمل إعلاناً للإجراء الجديد، وجاء فيه: “يعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم إلغاء إقامة أي مباراة ودية للمنتخب الوطني، خلال فترة التوقف الدولي المقبلة، وذلك رغم استكمال الترتيبات الأولية لخوض لقاء ودي، وتوفر عدة خيارات متقدمة، أبرزها منتخبات كوسوفو وغينيا ومالي. إلى جانب رغبة الجهاز الفني، بقيادة المدرب أبو بكر باني، في استغلال هذا التوقف لخوض تجربة تحضيرية مهمة”.
وكانت مواجهة منتخب كوسوفو، المصنّف في المركز 97 عالمياً بحسب تصنيف “فيفا”، والفائز في آخر مواجهتين له أمام آيسلندا ذهاباً وإياباً، ضمن دوري الأمم الأوروبية، تمثّل أولوية لدى سيسيه. فالمنافس يشهد نهضة كروية لافتة، ويضم أسماءً بارزة، مثل مهاجم ريال مايوركا الإسباني، فيدات موريكي (31 عاماً)، ولاعب وسط بيشكتاش التركي، ميلوت راشيكا (28 عاماً). كما وصلت المفاوضات إلى مراحل متقدمة مع منتخبي غينيا ومالي، غير أن الظروف الأمنية حالت دون إتمام البرنامج.
وبرّر اتحاد الكرة الليبي إلغاء المباريات الودية بالظروف الصعبة، مضيفاً: “ويأتي هذا القرار نظراً للظروف الراهنة والتطورات الأخيرة التي أثرت على انتظام الروزنامة المحلية، إذ يُولي الاتحاد الليبي لكرة القدم في هذه المرحلة أولوية قصوى لاستكمال الدوري الممتاز في مواعيده المحددة، بما يضمن انتظام المنافسة، وتحديد الأندية المُمثّلة لكرة القدم الليبية قارياً”.
ومع ذلك، أخذت الهيئة، التي يترأسها عبد المولى المغربي، هذا الإلغاء من جانب إيجابي، باعتبار أنه سيسمح بالتركيز على إنهاء مباريات الدوري الليبي في وقتها المحدد، ومِن ثمّ السماح للأندية بالتحضير وضمان الجاهزية، تحسباً للمنافسات القارية، كما أوضح البيان: “يهدف هذا التوجه إلى تمكين أنديتنا من التحضير الجيد للمشاركة في بطولات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، وضمان التزامها بالمواعيد المعتمدة، بما يعزز حضورها ويخدم مصلحة الكرة الليبية محلياً ودولياً”.
وطمأن اتحاد الكرة الجماهير بأن العمل مستمر داخل أروقة المنتخب استعداداً للاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها بطولة كأس العرب في قطر، إذ يجب على المنتخب تجاوز نظيره الفلسطيني، لضمان بطاقة العبور، متابعاً في هذا الشأن: “ويؤكد الاتحاد في الوقت ذاته أن المنتخب الوطني سيواصل استعداداته المقبلة، ضمن خطة موسعة تشمل إقامة معسكرات داخلية وخارجية متقدمة، في بطولة كأس العرب المقرّرة إقامتها في قطر، إلى جانب الاستحقاقات الرسمية المقبلة”.
يُذكر أن أليو سيسيه لم يُشرف على أي مباراة لمنتخب ليبيا منذ تعيينه، إذ تولّى المدرب أبوبكر باني قيادة منتخب “فرسان المتوسط” في مباراتين؛ الأولى أمام أنغولا على أرضية ملعب بنغازي، وانتهت بالتعادل (1-1)، والثانية ضد الكاميرون، والتي خسرها منتخب ليبيا بثلاثة أهداف مقابل هدف. وقد استغل المدرب السنغالي تلك المواجهتين لمتابعة فريقه عن قرب، والتعرّف إلى إمكانات اللاعبين.