عربي 21-
سلطت صحيفة “التايمز” اللندنية الضوء على مساعي سيف القذافي، الترشح لرئاسة البلاد.
وأضافت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته “عربي21″، أن سيف يخطط للعودة إلى الحياة العامة والترشح في انتخابات ديسمبر.
وظل سيف الذي كان مرة مرشحا لخلافة والده بعيدا عن الأضواء مختفيا بعد اعتقاله قبل عشرة أعوام في الصحراء الليبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن سيف تحدث لها عبر الهاتف لتأكيد هويته وأنه في صحة جيدة ولتوضيح علاقته مع فريق المستشارين الذين يعملون نيابة عنه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يقوم بمحاولات للتواصل مع دبلوماسيين غربيين وغير غربيين لتأكيد مؤهلاته للعودة إلى الحياة العامة. ولكنه لا يزال مطلوبا للجنائية الدولية بتهم جرائم حرب.
وبناء على أقوال مساعديه فإن سيف، 48 عاما وبعد سنوات بعيدا عن الأضواء سيصدر بيانا في القريب العاجل، ويخطط للترشح في الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر، مع أنهم يرون أن الإعلان عن ترشحه سيكون سابقا لأوانه قبل تمرير قانون الانتخابات، فربما حاول خصومه إضافة بند يمنعه من الترشح في أية انتخابات.
واعتقل القذافي في 2011 على يد جماعة من الثوار وحكم عليه بالإعدام وأفرج عنه بعد عامين، ولا يزال مختفيا في مكان ما بمدينة الزنتان. ويواجه مذكرة اعتقال من السلطات الليبية وأخرى من الجنائية الدولية.
ونقلت الصحيفة عن بعض من يعرفون بتلك الخطط أنه لا يزال حانقا على دور الدول الغربية في الإطاحة بوالده والكارثة التي تسببت بها لعائلته لكنه يريد طي الصفحة.
وفي وقت دعمت فيه روسيا ترشحه، ففي 2019 اعتقل روسيان جاءا إلى طرابلس لدعم حملته الرئاسية، وتم الكشف عن مذكرات اللقاءات التي قاما بها، بالإضافة إلى عروض “باور بوينت” وحملات في لاهاي تحت شعار “سيف ويذ سيف” (أمان مع سيف).
ومن المشكوك فيه أن ترحب الولايات المتحدة بعودته، فقد كان أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الحالي من الداعمين الأقوياء لحملة الناتو. كما أن هناك من يرى في علاقته القريبة مع الكرملين سببا للابتعاد عنه، ولهذا السبب وضع المسؤولون البريطانيون مسافة بينهم ومساعديه.
ويعتقد سيف الإسلام أنه يستطيع الدخول في انتخابات الرئاسة بعيدا عن ملاحقة الجنائية الدولية له، ذلك أن القضية يمكن وضعها على الرف.
لكن مشكلته الكبرى نابعة من معارضيه في الداخل، بمن فيهم الساسة الذين يريدون تغيير النظام الانتخابي ومنح البرلمان سلطة اختيار الرئيس لقطع الطريق أمام مرشحين مثل سيف أو أمير الحرب خليفة حفتر الذي يسيطر على الشرق ومنعهم من تولي السلطة.
ويمكن لسيف الاعتماد على الحنين لعهد والده المستقر نسبيا، حيث تبع الإطاحة به في ثورة شعبية دعمها الناتو حرب أهلية وانهيار البلاد مما دعا البعض للتساؤل إن كانت الثورة خطأ.
أما على الصعيد الشخصي، بحسب الصحيفة، فقد تمزقت عائلة سيف، بعد مقتل والده وثلاثة من إخوته وسجن اثنين منهم في ليبيا ولبنان.
أما شقيقته عائشة فتعيش في عمان، وأخته هناء بالتبني التي قيل إنها قتلت في الغارة الأمريكية على طرابلس عام 1986 فتعيش في القاهرة بعد زواجها من أحد مساعدي سيف.
ويرى البعض أن أمامه فرصة، فبالإضافة للحنين إلى الماضي، يمكنه التعويل على دعم جنوب ووسط ليبيا. ويقولون إن تركيزه هو على الدعم الداخلي لا الخارجي.
ويقول وولفرام لاتشر، المحلل في الشؤون الليبية بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن كون القذافي يعيش في الخفاء، فقد أصبح الرمز الذي نسجت حوله فانتازيا الرجل المخلص، ولكنه سيفقد هذه الصفة عندما يخرج إلى العلن ويتعامل مع الواقع اليومي الذي يواجه الليبيين.
وربما واجه مخاطر على حياته، فقد ذكر الإعلام المؤيد للقذافي أن نجل حفتر، صدام، والذي يطمح هو الآخر بالرئاسة، قد حاول قتله.