العربي الجديد-
أعلنت وزارة التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية، اختتام الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الثاني لسنوات النقل بمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي. وأدى الامتحانات مليون و278 ألفاً و146 طالباً وطالبة، منهم مليون و40 ألفاً و648 طالباً وطالبة في الصفوف الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن من مرحلة التعليم الأساسي، و237 ألفاً و498 طالباً في الصفين الأول والثاني من مرحلة التعليم الثانوي.
والآن يستعد الطلاب لقضاء العطلة الصيفية، إلا أن البعض ينتظر نتائج الامتحانات قبل التخطيط لها، وتقول غرار نورية الداووني، وهي من سكان طرابلس لـ “العربي الجديد” إن “التفكير في كيفية قضاء الإجازة يبدو جديداً بالنسبة إلينا. عادة ما يقضي الأطفال العطلة مع عائلاتهم والاستعداد للعام المقبل. أما الآن، فبات أبناؤنا يطلبون أموراً جديدة خلال العطلة”. وتشير إلى أن “الاستجابة تكون بحسب الوضع المادي للأسرة. على سبيل المثال، فإن فكرة الاصطياف في القرى السياحية لا تناسب غالبية الأسر، بسبب ارتفاع الأسعار. لكن يمكن أن ألحق ابني بدورات لتقويته في اللغة الإنكليزية التي ستساعده في التوظيف مستقبلاً”.
تتابع أنه “في كل الأحوال، لن يخطط أحد لشيء إلى حين إعلان نتائج الامتحانات، خشية الرسوب، وبالتالي الحاجة إلى دورة ثانية، وخصوصاً أن الأسئلة كانت صعبة هذا العام، عدا عن تأخر الكثير من المدارس في إتمام المقرر الدراسي”.
وتؤيد فرح بن عبيد، الطالبة في المرحلة الإعدادية، بمدينة الخمس شرق طرابلس، كلام الداووني، قائلة: “كانت أسئلة الامتحانات في أربع مواد صعبة، وتشمل كل الكتب المقررة على الرغم من أن أهم المواد لم نستكمل دراستها بالكامل”. وتتوقع رسوب أعداد كبيرة من الطلاب والالتحاق بالدور الثاني.
ومنذ منتصف العام الدراسي الحالي، شددت وزارة التربية والتعليم خلال خطاب عممته على كل مراقبات التعليم، على ضرورة استكمال المدارس المقررات الدراسية على الطلاب. وتقول بن عبيد: “ما يهم بعض المدارس هو الإسراع في استكمال المقرر حتى وإن لم يستوعب طلابها، وبعض المواد لم يلتحق بها معلمون إلّا في منتصف العام، لينتهي من دون استكمال المقررات”، متسائلة: “كيف يمكننا إذاً التفكير في الإجازة وكيف نقضيها؟”.
وعلى الرغم من عدم تفكيره في نتائج الامتحانات كون علي الأشهب، وهو طالب من طبرق، يثق بأدائه في امتحانه الذي تقدم به في المرحلة الثانوية، فإن فكرته لقضاء إجازة الصيف بعيدة عن الترفيه. ويقول: “سأكون إلى جانب والدي وأخي الكبير لمساعدتهما في إدارة محل بيع المواد الغذائية الذي نملكه”.
يضيف الأشهب: “هكذا اعتدت منذ ثلاث سنوات مضت، وحتى خلال الأيام العادية الدراسية، أقوم بالمساعدة في إدارة المحل”، معرباً عن أمله في أن يتخصص في دراسة الاقتصاد والتجارة لاعتقاده بأنه راكم خبرة من خلال مساعدة عائلته في إدارة محل أسرته.
من جهته، ينتقد الطالب طه فكرون، من طرابلس، الأفكار المذكورة سابقاً لقضاء إجازة الصيف، قائلاً: “فكرة العمل تسيطر على زملائي وليس الترفيه. وما إن تنتهي الدراسة، حتى يبدأوا بالبحث عن عمل”. في المقابل، يستعد هو لجولة سياحية تبدأ بزيارة أجداده في الريف برفقة أسرته، قبل الانتقال إلى إحدى الدول المجاورة.
وقضاء الصيف في إحدى الدول المجاورة أو البعيدة يستهوي غالبية الأسر الميسورة، بحسب الداووني. وتوضح أن دافعها هو ما تشهده البلاد خلال السنوات الماضية من انقطاع الكهرباء، في ظل درجات الحرارة المرتفعة. وتقول: “تضيع إجازة الصيف بالنسبة للأطفال الذين يسافرون إلى خارج البلاد بصحبة أسرهم، ولا يحصلون إلا على الترفيه”، منتقدة إهمال السلطات طلاب المدارس خلال العطلة الصيفية.
وتوضح أن “اسم الوزارة هو التربية وليس التعليم” متسائلة: “أين البرامج التربوية التي من المهم أن تقوم عليها وتوفرها خلال إجازة الصيف؟ ما إن ينهي الطالب الامتحانات حتى ينطلق في حياته وكأنه خرج من سجن. يتوجب على الوزارة ترميم علاقتها بالطالب، وإبراز وجه آخر يتضمن الانضباط، وكثافة الدروس، بالإضافة إلى الترفيه التربوي أو الدورات التربوية”. وتلفت إلى أن بعض العائلات ترسل أولادها إلى المساجد لتعلّم القرآن، قائلة: “لا يزال معلم القرآن في المسجد ملتزماً بوظيفته التربوية التي تفتقدها المدارس”.