الناس-
اهتمت وسائل إعلام محلية ودولية ومواقع التواصل الاجتماعي بحادثة اغتيال المحامية “حنان المرعصي” وسط بنغازي في وضح النهار بعد انتقادات وجهتها لنجل الجنرال حفتر.
وحصلت الحادثة صباح الثلاثاء (10 نوفمبر 2020م) بعد يوم واحد من استدعاء أجهزة أمنية تابعة لحفتر لمجلس نقابة محامي بنغازي، ومطالبتهم بإسكات صوت المغدورة.
ونعت النقابة العامة للمحامين الناشطة الحقوقية في بيان صدر يوم اغتيالها، مستنكرة “العمل الممنهج والجبان”، معزية أهلها وزملاءها وموكليها وأسرة المحاماة في ليبيا، محملة سلطات شرق ليبيا المسؤولية عما حدث.
وأكدت النقابة على “متابعة التحقيقات وملاحقة الجناة مهما طال الزمن” مشيرة إلى أن “سياسة الترهيب وتكميم الأفواه لن تمس قيد أنملة من عزائم فرسان الكلمة السادة المحامين المتمسكين بالحق وعن الحق مدافعين”.
وغرد وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا باقتضاب على الحادثة قائلا: “إن الأنباء عن اغتيال المحامية حنان البرعصي في بنغازي مخيفة وتقشعر لها الأبدان، وتذكر بجرائم أخرى من هذا القبيل لم يُعاقب عليها أحد. على السلطات في الشرق التحقيق على وجه السرعة ومحاسبة الجناة”.
وجاءت تغريدة باشاغا بعد إدانة سفارة الولايات المتحدة بليبيا للجريمة حيث حثت على التحقيق في هذه الجريمة وتقديم جميع المسؤولين عنها إلى العدالة. وأضافت السفارة على صفحتها أن “لا ينبغي التسامح مع إسكات أصوات النشطاء السلميين، ونكرر التزامنا القوي بالسماح لجميع الليبيين بمن فيهم النساء والشباب بالتعبير عن آرائهم”.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا اغتيال “البرعصي” في وضح النهار على يد من وصفتهم بالمجهولين.
وذكر بيان للبعثة بأن “البرعصي كانت من أشد المجاهرين بانتقاد الفساد وإساءة استخدام السلطة، وانتهاكات حقوق الإنسان” مشيرا إلى أن البعثة أخذت علما بقرار السلطات المختصة في شرق ليبيا بالشروع في تحقيق سريع وشامل في مقتلها، داعية إلى تقديم الجناة على الفور إلى العدالة.
وانتهزت البعثة الفرصة لتوجيه الدعوة لليبيين لوضع خلافاتهم جانبا والتوصل بسرعة إلى حل شامل للأزمة التي طال أمدها من أجل استعادة العدالة والمساءلة وإنهاء الحالة السائدة المتسمة بالإفلات من العقاب حسب البيان.
من جهتها نوهت الباحثة المختصة في شؤون ليبيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش “حنان صلاح” على صفحتها على تويتر بأن حادثة “اغتيال المحامية حنان البرعصي في بنغازي مخيفة وتقشعر لها الأبدان، وتذكر بجرائم أخلى من هذا القبيل لم يعاقب عليها أحد”.
يشار إلى أن “صلاح” عملت من قبل كقائدة فريق حماية في غرب ليبيا مع “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” وأشرفت على فريق من المندوبين، وزارت عشرات مراكز الاحتجاز، وتحقق حاليا في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا، وتعد تقارير مفصلة وبيانات صحفية ومقالات رأي بناء على النتائج التي تتوصل إليها.
كما أدان الاتحاد الأوروبي اغتيال الناشطة حنان البرعصي في بنغازي داعيا إلى إجراء تحقيق عاجل وتقديم الجناة إلى العدالة.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن على هامش تقديم المدعية العامة بالجنائية الدولية فاتو بن سودا لإحاطتها بخصوص ليبيا نوه “طاهر السني” مندوب ليبيا الدائم في الأمم المتحدة الاثنين إلى “الحادث المروع الذي وقع منذ ساعات في قلب بنغازي وفي وضح النهار وأما الجميع، ومقتل الناشطة السيدة حنان البرعصي على يد مسلحين، فقط لأنها كانت تنتقد ميليشيات حفتر وأولاده”.
وذكر السني بظاهرة قتل واختطاف النساء ببنغازي، من عضو البرلمان “سهام سرقيوة” التي اختطفت في يوليو 2019 بعد انتقادها للعدوان على العاصمة طرابلس، والسيدة مقبولة الحاسي التي لازال مصيرها مجهولة، وقبلهما المحامية سلوى أبوقعيقيص في 2014م التي قتلت في منزلها واختطف زوجها.
ما الذي قالته البرعصي مما يعتقد أنه كان سببا في مقتلها؟
ظهرت المغدورة في مقطع فيديو على صفحتها الفيسبوكية معلنة أنها ستظهر في بث مباشر للحدث عن “صدام حفتر” وستتطرق إلى قضية ترقياته الاستثنائية دون غيره.
وتساءلت كيف لصدام أن يتخرج نقيب في كلية تمنح رتبة ملازم لخريجيها، ثم بعد سنتين فقط صار عقيدا، رغم أن الترقيات في الجيش تعطى بعد أربع سنوات!!
يشار إلى أنه بعد ساعات قليلة من منشورات البرعصي هاجمتها ثلاث سيارات مسلحة بشارع من أشد شوارع بنغازي ازدحاما وأمطرتها بوابل من الرصاص، أمام أنظار المارة، ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيدو لمواطنين يتجمهرون حول جثمانها ووجهها مغطى بقماش أسود، وتناقل ناشطون أنها تعرضت لأكثر من ثلاثين رصاصة، دون الحديث عن متهمين.