وال-
يزداد الوضع سوءا في مدينة زليتن نتيجة استمرار ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المناطق المتضررة وتوسع قطرها إلى 25 كيلومتر بعد تدفقها من العيون والآبار القديمة، محدثة بركا ومستنقعات تسببت في شروخ وشقوق في المنازل والمدارس القريبة من الأماكن المتضررة من هذه الظاهرة البيئية .
ورغم عمليات شفط المياه المتراكمة إلا أن منسوب المياه في ازدياد بعد ظهور عدة عيون في أماكن جديدة تبعد عن الأماكن المتضررة بكيلومترات، ليتسع محيط المياه من 7 كيلومترات إلى 25 كيلو مترا وليصل إلى منطقتي أبوجريدة وسوق الثلاثاء .
وقال “عبد المنعم الهوني” من شركة الخدمات العامة طرابلس، لمراسل وكالة الأنباء الليبية، إن فريق العمل يقوم بسحب قرابة المليون لتر من إحدى المزارع المحيطة بالمنازل في منطقة روماية يوميا ثم ترجع المياه في اليوم الثاني ويرتفع منسوبها من جديد .
وأكد الهوني “أن فريق العمل مستمر في شفط المياه المتراكمة وضخها في البحر، وإنهم يعملون طوال اليوم للتخفيف من معاناة المواطنين المتضررين من هذه الظاهرة الغريبة .
من جانبه دعا المواطن “محمود الكرغلي” إلى شق قنوات صرف من المكان العالي إلى البحر، وتزويدها بمضخات ضخ في البحر، كلما ارتفعت المياه الجوفية عن المنسوب المحدد لها تشغلت المضخات لدفع المياه إلى البحر، فتعمل علي الحفاظ علي انخفاض منسوب المياه الجوفية وتحل المشكلة تماما، لأنها تقضي على أشجار الزيتون والنخيل وكل الزراعات والبنية التحتية كالطرق وخطوط الكهرباء والمنازل .
ويقوم المجلس البلدي بوضع حلول سريعة ومؤقتة من خلال عمليات الردم في بعض المستنقعات والبرك، خوفا من انتشار الأمراض والحشرات والبكتيريا، فيما قام فريق مكافحة الآفات الليلة الماضية برش المبيدات الحشرية بمنطقة النشيع لمكافحة الحشرات والبعوض .
وفي تصريح لعميد البلدية المهندس “مفتاح حمادي” أكد أن ارتفاع المنسوب وصل إلى قطر 40 كيلو متر بعد أن ظهرت المياه في مناطق السبعة والجمعة وسوق الثلاثاء، موكدا أن المدينة يقع تحتها خزان جوفي ضخم عمقه أكثر من 600 متر ومياه شديدة العذوبة .
وأوضح بعض المهندسين والفنيين من مراقبة شؤون البيئة بزليتن، أن أحد الحلول لهذه الظاهرة هو استهلاك كميات كبيرة بقدر الإمكان من هذه المياه وبصورة مستمرة، حتى ينخفض منسوبها إلى منسوب آمن تحت مستوى سطح الأرض، من خلال حفر آبار عميقة وفق دراسة علمية تحدد موقع هذه الآبار وعددها لسحب المياه من الحوض .
فيما رأى آخرون أن يتم تحوير محطة التحلية القائمة من محطة تحلية مياه البحر إلى محطة تنقية المياه الجوفية العذبة، ويتم ضخ المياه بعد تنقيتها للخط الحلقي القائم الذي يغذي خزانات المياه في مناطق زليتن المختلفة، والذي تم ربطه بخط النهر وضخ الفائض بخط النهر بعد أن يتم تحوير وصلة الربط مع خط النهر وهي تعتبر تحويرة بسيطة وغير معقدة فنيا .
من جهتها أوصت الندوة العلمية التي نظمتها الجامعة الأسمرية الإسلامية حول مسببات وتأثيرات ارتفاع منسوب المياه الجوفية بضرورة إعلان مدينة زليتن مدينة منكوبة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وصرف ميزانية طوارئ للمدينة، لتنفيذ الحلول العاجلة، وجبر ضرر المواطنين المتضررين، خاصة أن هناك بعض المواطنين تركوا منازلهم.
وطالبت التوصيات بأن يكون المجلس البلدي والمؤسسات المختصة بزليتن ممثلة وحاضرة في كل اللجان التي تشكلها الدولة، لمعالجة هذه الأزمة، وتكليف شركات متخصصة لشق قنوات أفقية أرضية من الجنوب للشمال وصولا للبحر، لصرف المياه به.
ودعت التوصيات إلى إعادة تأهيل وتطوير الشبكة “البيزومترية” في المدينة، لمراقبة التغيرات التي قد تطرأ على منسوب ونوعية المياه، وهي شبكة آبار موجودة في المدينة من قبل، ولكنها تلاشت، وكانت وظيفتها مراقبة المياه أسبوعيا، وسحب العينات منها، لمعرفة مدى تلوثها من عدمه.