الناس-
أبدى استشاري الصحة النفسية الدكتور “رجب أبو جناح “أسفه لوجود صغار في السن في مستشفيات الغسيل الكلوي بسبب التعاطي، مؤكداً أن مخدر الحشيش هو الأكثر انتشاراً في ليبيا والأخطر، باعتبار أن متعاطيه هم الأكثر عرضة للمرض النفسي والعقلي والعقم وعدم الإنجاب، مضيفاً أن دراسة أجريت على 217 من متعاطي الحشيش أظهرت أنهم مصابون بأمراض عقلية وأن 47% منهم مصابون بالفصام العقلي، فضلاً عن جنون العظمة والضلالات.
جاء ذلك خلال محاضرة توعوية قدّمها الاثنين الماضي لنزلاء المركز حول آثار تعاطي المخدرات، والمفاهيم الخاطئة لدى المتعاطين، وذلك بالتعاون بين المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين ومنظمة النسيم للتنمية المجتمعية.
وشهدت المحاضرة تفاعل نزلاء المركز الذين تحدثوا عن الأسباب التي دفعتهم للتعاطي، ودوافع مجيئهم للمركز، وطرق قدومهم، والمعلومات المتوفرة لديهم عن المخدرات، ودوافع وأسباب التعاطي، وأنواع المخدرات التي يتعاطاها كل منهم.
واستهل الدكتور “أبو جناح” محاضرته بأسئلة: هل أنتم اخطأتم أم لا؟ هل رغبتكم في العلاج عالية؟ هل بإمكانكم إقناعي بأن الحشيش غير ضار بالصحة؟ مشاعر الندم عندكم هل هي مرتفعة أم لا؟ هل المخدرات حل للمشكلات أم أنها مشكلة بحد ذاتها؟
وشدد “أبو جناح” على ضرورة الابتعاد عن بيئة التعاطي كونها أولى خطوات الشفاء “التعافي”، مطمئناً النزلاء الذين قدموا برغبتهم الشخصية “طوعاً” أنهم لن يعودوا إلى التعاطي ثانية “عدم الانتكاسة”، وأن الفرصة مواتية للتعافي، مطالباً النزلاء بضرورة التقيد بالخطة العلاجية الموضوعة من قبل الاختصاصيين المعالجين.
وحثّ الدكتور “أبو جناح” النزلاء على قول لا، لكل من يحاول ثنيهم عن الإقلاع عن التعاطي والإدمان، كما حث النزلاء بضرورة المواظبة على أداء الصلاة في المسجد عقب خروجهم من المركز، وملء وقت فراغهم فيما يفيدهم ويعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم، والابتعاد عن محيط التعاطي لبلوغ النجاح، ووضع خطة مستقبلية.
وقال للنزلاء “تتحشموا تمشوا لطبيب نفسي وعيادة نفسية لعلاج مشكلاتكم وما تتحشموش تمشوا لتاجر المخدرات في جنح الظلام؟!”، مؤكداً أن المخدرات لم تكن حلاً يوماً وأنها لا تعالج الاكتئاب بل تتسبب في زيادته، وأن حجج المتعاطين غير مقنعة ناجمة عن إرادة ضعيفة.
وفي ختام محاضرته أشاد استشاري الصحة النفسية الدكتور “رجب أبو جناح” بالمركز والعاملين فيه، بقوله: “رجال المركز يبذلون جهوداً لخدمتكم، لعلاجكم”، وحثهم على ضرورة الالتزام بتعليمات الأطباء المعالجين والمتابعة بشكل مستمر، لإتمام التعافي.
