استشاري الصحة النفسية بمركز علاج الإدمان: تجار المخدرات يعملون يومياً ونحن نقدم محاضرة واحدة سنوياً
أبوجناح: اتأسف لوجود متعاطي مخدرات لم تتجاوز أعمارهم 12 عاماً

الناس–
قال استشاري الصحة النفسية الدكتور “رجب محمد أبو جناح” أن الخطر الحقيقي لا يكمن في تعاطي المخدرات فحسب، بل في تحويل غير المباح إلى مباح، وتحويل الأوهام إلى واقع مرير ينهش المجتمع.
جاء ذلك ضمن محاضرة حول مخاطر المخدرات لطلاب المؤسسات التعليمية والتي نظمتها لجنة التوعية والإرشاد والتثقيف بالمركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين، بالتعاون مع منظمة النسيم للتنمية المجتمعية الأربعاء، واحتضنها المسرح الوطني مصراتة.
وخلال محاضرته التي حضرها أكثر من 200 من طلاب المؤسسات التعليمية، إضافة إلى عدد من المهتمين والباحثين في مجالات الصحة النفسية والإدمان، دعا “أبو جناح” الطلاب إلى رفض السلوكيات السلبية، والسعي خلف المعرفة والوعي الحقيقي بمخاطر الإدمان، محذراً من أصدقاء “رفاق” السوء باعتبارهم الترتيب الأول كمسبب في تعاطي المخدرات.
وشدّد “أبو جناح” على أن تجار المخدرات يواصلون نشر سمومهم على مدار العام، بينما تظل حملات التوعية محدودة من حيث التكرار والتأثير، مطالبًا بتكامل الأدوار بين المؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، وخطباء المساجد، للتصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة.
ودعا استشاري الصحة النفسية الطلاب إلى رفض السلوكيات السلبية، والسعي خلف المعرفة والوعي الحقيقي بمخاطر الإدمان، كما طرح عددًا من الأسئلة التفاعلية حول دور الأسرة والشارع والمدرسة ووسائل الإعلام في التربية، مؤكدًا أن مواجهة ظاهرة الإدمان تحتاج إلى منظومة متكاملة وأن التربية ليست حصراً على الأسرة فقط.
وتخلل المحاضرة عرض إحصائيات مقلقة حول كميات المخدرات المضبوطة خلال الفترة من 2000 إلى 2009، شملت الحشيش والهيروين والكوكايين والأقراص المخدرة والخمور، إلى جانب استعراض تجارب علاجية من مركز تاجوراء ومستشفى الرازي.
أبوجناح: زرنا مدن يقطن بها 1000 نسمة وجدنا بها تعاطي وبيع
وأعرب عن أسفه لوجود متعاطي مخدرات وتجار لبيع هذه السموم في مدن يقطن بها 1000 نسمة،
ولم تخلُ المحاضرة من الجانب التفاعلي، إذ تم عرض فيلم توعوي قصير يجسّد قصة طالب طبّ تحول إلى مدمن، ثم سارق، فقاتل، حتى وصل إلى حكم بالإعدام، في رسالة مؤثرة حول خطورة الاستهانة ببداية الطريق نحو الإدمان.
كما شارك جهاز مكافحة المخدرات بعرض مرئي بيّن أهمية دور الأسرة في حماية الأبناء، مؤكداً أن غياب الرقابة الأبوية يفتح الباب أمام الانحراف، متأسفاً لوجود متعاطي مخدرات لم تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، مؤكداً أن آخر 3 حالات انتحار في ليبيا كانت لمدمني مخدرات.
واختتم الدكتور “أبو جناح” المحاضرة بعرض مجموعة من العلامات التي قد تشير إلى وجود متعاطٍ داخل الأسرة، من بينها اختفاء أشياء من المنزل، تردّد أصدقاء السوء، اضطرابات النوم، استخدام لغة غير لائقة، فقدان الشهية والعزلة وغيرها.
وعلى هامش الفعالية، أقيم حفل توقيع كتاب “المخدرات مائدة الشيطان” من تأليف الدكتور “رجب أبو جناح”، كما تم توزيع دروع تكريمية لعدد من الجهات الداعمة، وتقديم شهادات اجتياز دورة تدريبية في مجال علاج الإدمان والوقاية، شارك فيها 14 اختصاصيًا نفسيًا واجتماعيًا من العاملين بالمركز