اخباراقتصادالرئيسية

ارتفاع الطلب قبل رمضان يزيد الأسعار في ليبيا

العربي الجديد-

تشهد أسواق المواد الغذائية في ليبيا ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار العديد من السلع الأساسية، وسط تزايد الطلب عليها مع اقتراب شهر رمضان، الذي يحل في نهاية فبراير الجاري.

قال مهند الشلبي بائع خضروات في أحد أسواق طرابلس إن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار بعض الخضروات، خاصة البطاطا (البطاطس) التي زاد سعرها بنسبة تصل إلى 20%. وأوضح الشلبي لـ”العربي الجديد” أن الأسعار الأخرى، مثل البصل والفلفل والطماطم، شهدت زيادة طفيفة لا تتعدى 10%، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع أسعار أسواق الجملة.

من جانبه، أكد محمد الهمالي، صاحب محل للمواد الغذائية في العاصمة، أن أسعار بعض السلع الأخرى، مثل الأرز ومعجون الطماطم، قد شهدت أيضاً ارتفاعات ملحوظة. وأضاف أنه في المقابل، كان هناك انخفاض بسيط في أسعار زيت الطعام واللحوم المجمدة. الهمالي أشار لـ”العربي الجديد” إلى أن المضاربات على بعض السلع قد ساهمت في رفع الأسعار، خاصة مع قرب حلول شهر رمضان، وسط حالة من الفوضى في الأسواق.

ويشكو المواطنون من ارتفاع الأسعار مع قرب شهر رمضان. وقالت المواطنة ليلى الزوي (59 عاماً) إن الأسعار قد ارتفعت بشكل غير مسبوق، خاصة السلع الأساسية مثل الكسكسي والسكر، وأضافت لـ”العربي الجديد”: “لا يعقل أن يصل سعر الشاي إلى 25 ديناراً للكيلو (4.4 دولارات)، والقهوة إلى 55 ديناراً”. كما عبرت عن قلقها من ضعف القوة الشرائية بسبب التضخم المرتفع وتأخر صرف الرواتب، مشيرة إلى أن المبالغ المحددة للسحب من المصارف التجارية لا تكفي لتغطية احتياجات أسرة مكونة من خمسة أفراد.

وفي سوق اللحوم في منطقة سوق الجمعة وسط طرابلس، قال عبد العزيز الماي، إن أسعار اللحوم شهدت ارتفاعاً غير مبرر، حيث وصل سعر الكيلو من اللحوم الوطنية إلى 85 ديناراً (15.2 دولاراً)، فيما بلغ سعر لحوم البقر 65 ديناراً. وأضاف الماي لـ”العربي الجديد” أن الأسعار لا تتناسب مع الوضع الحالي، والمواطنون يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم

بدوره، أكد المتحدث باسم جهاز الحرس البلدي، أمحمد الناعم، أن الجهاز يتابع توفر السلع والبضائع في الأسواق بشكل يومي. وقال الناعم لـ”العربي الجديد” إن “السلع الأساسية متوفرة في الأسواق بشكل عام، ولكن الزيادة في الأسعار تأتي بسبب زيادة الطلب مع اقتراب شهر رمضان، وهي ظاهرة مؤقتة ستعود بعدها الأسعار إلى وضعها الطبيعي”. وأضاف أن الجهاز لم يتسلم حتى الآن قوائم بأسعار السلع من وزارة الاقتصاد، مشيراً إلى أن السلطات لا تملك القدرة على فرض تسعيرات ثابتة.

من جهته، قال رئيس قسم الأمن الغذائي في وزارة الاقتصاد، عبد الباسط المزوغي، إن اللجنة المكلفة من الوزارة قد زارت العديد من الأسواق، وأكدت أن مخزون السلع الأساسية متوفر لأكثر من ستة أشهر. وأشار المزوغي في تصريح لـ”العربي الجديد” إلى أن هناك مبادرات رمضانية من بعض الأسواق لبيع السلع الأساسية بسعر التكلفة لتخفيف العبء على المواطنين.

وبلغ معدل التضخم السنوي في ليبيا نهاية العام الماضي 2.1%، وفق بيانات مصرف ليبيا المركزي. وقال المحلل الاقتصادي محمد الشيباني لـ”العربي الجديد” إن هناك مضاربات على الأسعار مع قرب شهر رمضان، لافتاً إلى أن معدلات زيادة الأسعار غالباً ما تراوح بين 15% و20%، وسط غياب الرقابة على الأسواق. وأضاف الشيباني لـ”العربي الجديد” أن المشكلة ليست في توفر السلع ووجود مخزون استراتيجي، بل في احتكار القلة لبعض السماسرة الذين يستغلون المناسبات الدينية للمضاربة في الأسعار، مشيراً إلى أن تأخر صرف الرواتب لعدد 2.3 مليون موظف حكومي يزيد من تعقيد الوضع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى