* كتب/ خالد الجربوعي،
الرجال مواقف والسلاح من أجل المعارك والحروب، وعندما لا تكون هناك مواقف ولا توجد معارك تصبح لا معنى للرجولة ولا قيمة للسلاح..
وهو ما يفرض على من لا موقف له خاصة عندما تتطلب الأحداث والوقائع موقفا لابد منه.. وفي مقدمة من يطلب منهم الموقف هم أصحاب السلطة والكراسي ومن بيدهم الأمر، ومن يسمونهم الجيوش العربية وخاصة كبار عسكرها وضباطها ومن تتدلى الأوسمة والنياشين على صدورهم وأكبر الرتب فوق أكتافهم، دون أن نعرف ماذا فعلوا للحصول عليها إلا نفاق الحكام والتطبيل لهم.. ولا أي معارك خاضوها إلا معارك الشعوب أو الإخوة ودول الجيران.. والذين عندما تغيب مواقفهم الرجولية الحقيقية التي يتطلبها الحدث والموقف.. يجب عليهم أن يخصوا الرجولة والتي تصبح لا قيمة لها ولا معنى عند من لا يستطيع أن يحولها إلى حقيقة وواقع.. لأن الرجولة ليست مجرد فحولة تتوقف عند فض البكارة وتبدأ وتنتهي في العلاقات الغرامية ولا مكان لها في غيرها.. لأنها هنا تصبح مجرد وسيلة حيوانية يمكن أن يمارسها كل كائن حي حتى لو كان لا قيمة له ولا أهمية.
أما السلاح فإنه عندما يبقى مجرد حديد يخزن في المخازن ويخرج للاحتفالات والاستعراضات من أجل عيون صاحب الأمر وولي النعمة يكون لا أهمية له ولا دور، وهنا يجب أن يحرق ويدمر ويتحول إلى خردة يمكن الاستفادة منها أو من ثمنها في أمور أخرى غير الحرب والمعارك التي تتطلب رجالا واستعمال سلاحا.
وهذا هو ما يجب أن تفعله الانظمة العربية بكل حكامها التي تسيطر على البلاد وتحكم العباد.. فهي لا مواقف لها عند الجد لإثبات رجولتها ومكانتها المطلوبة والمفترضة منها.. ولا معارك تخوضها ضد الأعداء لتفعيل سلاحها الذي تكدسه في المخازن وتصرف عليه من أموال شعوبها التي أفقرتها باسم الدفاع عن الأوطان التي أصبحت رهينة للأعداء وملكية للخونة من الحكام.. الذين آخر ما يمكن أن يقدموه لشعوبهم وقضاياهم القومية هو الرجولة بمواقفها الحقيقية.. والسلاح واستعماله عندما تأتي الفرصة وتتطلب الضرورة لإنقاذ الأرض العربية كما يدعون في تصريحاتهم الوهمية.
ولعل ما يحدث في فلسطين أرض بيت المقدس والمسجد الأقصى وخاصة في جزء منه بقطاع غزة مؤخرا هو آخر الأحداث التي لا تتطلب المهادنة ولا الاستسلام ولا المواقف المتخاذلة التي لا قيمة لها أمام ما يسفك من دماء وتسقط من أرواح ويدمر من حجار من قبل الأعداء الذين توحدوا وتنادى كل منهم لدعم حليفهم المعتدي من أجل محاربة أصحاب الحق ومن يدفعون عن أرضهم.. فيما نجد من يفترض أنهم إخوة الدماء والجغرافيا والتاريخ والنسب واللغة وكل ما يمكن أن يجمع بين الشعوب لا مواقف حقيقية وعملية لهم لدعم إخوانهم ونصرتهم والدفاع عنهم ضد أعدائهم الذين اجتمعوا من كل مكان.
إن الأحداث الجارية اليوم في الأراضي المحتلة تتطلب المواقف الشجاعة لإثبات الرجولة ونصرة الحق والأخوة ونصرة المظلوم، ولو وصل الأمر إلى استعمال السلاح الذي يكدس منذ عقود دون استعمال حقيقي له.. ولا نجدة إلا في مواجهة الشعوب أو دول الجوار العربية الأخرى.. فمن الذي دعم الحروب في سوريا وقدم السلاح للجماعات المسلحة بكل أنواعها حتى تحولت إلى ما هي عليه اليوم أليست الأنظمة العربية.. ومن الذي قصف المدن في لبيبا وقدم السلاح معارك الإخوة أليست أيضا الأنظمة العربية.. ومن الذي فتح الجبهات في اليمن وقصف أبناءه أليست الأنظمة العربية وسلاحها.. وغيرها من دعم لحروب كانت حلبات صراعها الدول العربية أو الإسلامية لا غير.. لكنها عند محاربة العدو الحقيقي والذي لا يفرق بين عربي وآخر ويعتبرهم جميعا أعداءه حتى لو أظهر عكس ذلك فإنها تتخاذل وتغيب عن المشهد.. ولعل غيابها اليوم عن نصرة شعب فلسطين وقضيتها العادلة خير دليل لغياب الرجولة وسطحية السلاح وسقوط أهميته وقيمته.
فإن كانت كل هذه الدماء التي تسفك والأرواح التي تزهق أطفالا ونساء وشيوخا لا تحرك رجولتكم فعلى ماذا تحتفظون بها؟.. وإن كان هذا الدمار والإبادة والقصف لا يخرج أسلحتكم من مخازنها فعلى ماذا تشترونها وتحتفظون بها؟..
فاخصوا رجولتكم التي لم يعود لها قيمة الا في مجالس النساء في مواخير اوروبا وبعض البلدان العربية وعلاقات الفنانات واصحاب الشهرة ومن يبيعون كل ما يباع من اجل ارضاء من بيدهم الاموال والسلطة .. واحرقوا أسلحتكم التي اصبحت عديمة ولا مكان لها ولا اهمية فهي اصبحت كالخردة الي تملا المخازن حتى تصدا وتنتهي قيمتها لا غير .