
وفاء أحمد- الناس-
كرم الاسلام المرأة بأن اعطاها حقوقها كاملة وساوى بينها وبين الرجل في كثير منها، وميزها بأمور كما ميز الرجل عنها بأمور اخرى.
وجاء القانون الوضعي أحيانا لصالح المرأة وأحيانا ضدها في الكثير من المجتمعات، وفي أثناء وبعد ثورة فبراير زاد بروز المرأة كعنصر مهم من عناصر بناء المجتمع الليبي، وبرزت المرأة الليبية في العديد من المؤسسات والجمعيات ومكاتب تمكين المرأة والوزارات لتأخذ حقها الذي كفله لها الدين والقانون، ولكن من الغريب ان يتنكر مجتمعنا -خاصة بعض المجتمع النسوي- لهذه الأشياء، فعلى سبيل المثال المناشط الرجالية لا يوجد بها تمثيل للمرأة بأي حال من الأحوال.. والأغرب حتى بعض المناشط التي تخص المرأة 100% يمثلها الرجال، ويكون لهم الاستحقاق الكامل.. مثالا على ذلك بعض الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والبرامج الثقافية وحتى المسابقات القرآنية، وهنا بعض التساؤلات..
هل المرأة قاصرة عن تدبر شؤونها حتى يكون العنصر الرجالي المستحوذ والمسيطر والمتولي عنها؟!!
أم هو حب التحكم والبروز والسيطرة لدى الرجل، الذي يدعي في كثير من الأحيان أن المرأة يجب أن تقود المرحلة وأن تبرز وهي من تقود الأسرة وهي سيدة المواقف، وهذا عار عن الصحة خال من الدقة.
فهل بالفعل المرأة عاجزة عن إدارة شؤونها من دون هيمنة الرجل؟
وليس المطلوب هنا أن تكون المرأة خارجة عن حدود الشرع والعرف والقانون والعقل والمنطق، إنما أن تعطى حقها في إدارة شؤونها وأداء رسالتها.. وفي سيرة حياة أمهات المؤمنين والصحابيات الدليل على ذلك..
فإلى متى يبقى عمل المرأة مرهونا بغيرها، وأداة للطاعة مسيرة برغبة ورؤية الآخر، مع أصوات النشاز التي تعلو فوق صوت الحق؟
وهذا ما شاهدناه في الحفل الختامي لحفظ وتلاوة القرآن النسائية الثانية، التي نظمها الهلال الأحمر الليبي فرع مصراتة بمدرج كلية التربية جامعة مصراتة، والتي كان الحضور فيها والتقديم والتنظيم جله من الرجال.. ولماذا لا نرى العكس في المسابقات القرآنية التي تنظم للرجال…؟!