الناس-
أعلنت المؤسسة الوطنية الإنسان يوم الجمعة الماضي الإفراج عن مدون في الوقت الذي أعلن فيه عن اعتقال ثلاثة آخرين.
ورصد المؤسسة منذ السادس من يناير 2025 اعتقالات عدة طالت ناشطين بسبب انتقادهم للسلطات على مواقع التواصل الاجتماعي، كما رصد اقتحام راديو محلي، وانتهاك حرمة منزلين في بنغازي والعزيزية.
وكان المجلس أعلن عن اعتقال المدون “خالد الطبيب” في العاصمة طرابلس يوم الاثنين (06 يناير 2025) بسبب “نشره عدة منشورات عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي يعبر فيها عن رفضه لقيام حكومة الوحدة الوطنية بالتطبيع وطالب بمحاسبة المسؤولين الذين شاركوا في اجتماع روما- حسب المجلس.
وقد أعلن يوم الجمعة العاشرة من يناير إخلاء سبيله دون تحديد الخاطفين.
وعن الاعتقال أورد المجلس على صفحته أن سيارة معتمة على متنها مسلحين مجهولين داهمت منزل المدون في العاصمة طرابلس وكسرت الأبواب، واقتادته إلى جهة مجهولة.
وفي حادثة أخرى منفصلة تعرض فنان في بنغازي اسمه “رافع العكوكي” قال المجلس إنه اختطف من قبل مسلحين تابعين لجهاز الأمن الداخلي ببنغازي، “بسبب خروجه في مقطع الفيديو الذي نشره مؤخرًا عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتهم فيه بلقاسم حفتر بالفساد فيما يخص صندوق إعمار ليبيا، والذي قال فيه إن مشاريع الطرق التي نفذها الصندوق مليئة بالحُفر والتشققات، رغم مضي أقل من عام على افتتاحها، وطالب من خلال هذا الفيديو بمواجهة وقائع الفساد التي يتم الكشف عنها وإنفاق المبالغ الباهظة هباءً وحذر من الحوادث التي ستتسبب بها مشكلات الطرق”.
واعتدى مسلحون على مواطن من سكان “العزيزية” شرقي طرابلس في منزله نشر له المجلس مقطع فيديو وثق فيه دعواه.
وعرف المواطن نفسه بأنه من “عائلة الفحيل” وزعم أن الكتيبة (55 مشاة) التابعة لوزارة الدفاع هي من استهدفت منزله وأبناءه. نافيا أن يكون متورطا في أي نشاط.
وفي اقتحام مماثل بمنطقة توكرة شرق بنغازي نشرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان مقطع فيديو الجمعة قالت إن ما يظهر فيه هو اعتداء على منزل لسيدة من قبل مسلحين تابعين لكتيبة طارق بن زياد. وأوضحت المؤسسة أن السيدة احتجزت دون ذكر اسمها او تفاصيل أخرى.
وفي نفس السياق أدانت المنظمة الحقوقية ماوصفته بالاعتداء على “راديو لام” واصفة العمل بالإجرامي والاعتداء الخطير، والذي “يشكل انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان ولحق حرية الصحافة والإعلام وحرية الرأي والتعبير، ومخالفة صريحة للأسس والقواعد الدستورية الضامنة لحرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير”.
وفي مدينة مصراتة أعلن الجمعة عن اختطاف ثلاثة من الشباب، كان أحدهم دعا لمظاهرة ضد التطبيع.
وذكرت المؤسسة على صفحتها أن الشباب اختطفوا فجر الجمعة، والشباب هم “أحمد اندارة”، “علي الأحول”، و”مجدي المصلي”. وقد أطلق سراحهم مساء الجمعة أيضا دون الإعلان عن الجهة المسؤولة عن الخطف، بعد أن خرجت مظاهرة أمام المجلس البلدي تطالب بإطلاق سراحهم.
وتسلط هذه الاعتقالات مؤخرا الأضواء على ملف حقوق الإنسان والخطف بالذات، ولعل هذا يذكرنا بالنائبة البرلمانية سهام سرقيوة التي اختطفت في يوليو 2019 بعد أن أعلنت عن مساعيها لإيقاف الحرب بين الليبيين، وقد اختطفت سرقيوة من منزلها في بنغازي ولم يعلن بشكل رسمي عن مصيرها حتى الآن.
وفي مارس من العام 2024 اختطف النائب بمجلس الدولة “صفوان المسوري” في مدينة درنة، ولم يكشف عن مصيره حتى الآن.
في 17 مايو أعلن عن اختطاف النائب في البرلمان أيضا “إبراهيم الدرسي”، ولم يعلن عن مصيره هو الآخر.
لكن في 25 أغسطس أعلن عن الإفراج عن الدكتور فتحي البعجة عضو المجلس الوطني الانتقالي 2011، ومع كل من “سالم ابعيص” و”طارق البشاري”، و”ناصر الدعيسي” المعتقلين لدى سلطات بنغازي منذ أشهر مع رفيقهم “سراج دغمان” الذي أعلن عن مقتله في أبريل.
يضاف إليهم “مصباح أبو اسبيحة” أحد مشائخ القبائل في سبها الذي اعتقل ونقل لبنغازي قبل أن يطلق سراحه في يوليو بعد أشهر من اختطافه.
وفي سبتمبر أعتقلت إعلامية من قبل جهاز الأمن الداخلي ببنغازي تدعى “إكرام السعيطي”.
المشترك بين كل هذه الحالات أنها لأشخاص اشتبه في اتخاذهم موقفا ضد حفتر أو أحد أبنائه.
لكن في يوليو 2024 أعتقل الصحفي أحمد السنوسي لدى الأمن الداخلي بطرابلس، بعد نشره لملفات فساد تخص بعض الوزارات في برنامج تلفزيوني يعده ويقدمه، وأفرج عنه بعد أيام. ليغادر البلاد ويحصل على لجوء في دولة أوروبية.