وال-
وضعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) (حوش الحفر) بغريان على قائمة التراث في الدول الإسلامية ضمن اثنين وعشرين موقعاً ليبياً يبرز القيمة المتميزة للمواقع المختارة ويجسد أهمية الحفاظ عليها وصونها .
وتتميز مدينة غريان بوجود منازل (حوش الحفر) وهي تمثل مرحلة من مراحل تطور المسكن بالمنطقة، ويعتبر أحد أهم المعالم السياحية بمدينة غريان ونموذجاً عمره عدة قرون لهندسة معمارية تميزت بها المدينة .
واستعمل سكان المنطقة هذه المساكن لفترات طويلة من الزمن وهي لا تحتاج لتدفئة شتاءً ولا لوسائل تبريد أو تكييف صيفاً .
ويتم إنشاء (حوش الحفر) عن طريق حفر حفرة عمودية يصل عمقها إلى عشرة أمتار يتم حفر ما يسمى (الديار) بداية من قاع الحفر، وهو حفر أفقي يبدأ بالباب بعرض متر ثم يبدأ بالتوسع فيه بعرض 4 أمتار تقريباً ويمتد بعمق قد يصل إلى عشرة أمتار .
وتسمى المساحة التي تفتح فيها الديار بوسط الحوش، ويمكن الخروج من المنزل الموصوف عن طريق ما يسمى (السقيفة) وهو خندق بارتفاع 4 أمتار تقريباً يتم حفره بطريق مائلة وبزاوية 45 تقريباً حتى يصل إلى سطح الأرض، ويكون للمسكن باب رئيسي مصنوع من خشب الزيتون، وله قفل حديد ومفتاح طويل مميز، وأحياناً يصنع القفل والمفتاح من الخشب .
وتتم عملية حماية حوش الحفر من جريان السيول عن طريق ما يعرف بـ (الوني) وهى طابية صغيرة تدور حول حافة الحوش من أعلى، أما المياه المتجمعة في وسط الحوش فيتم احتواؤها في حفرة تسمى (الحفير)، كما يكون للحوش وفي منتصف الحائط بروز يترك اثناء الحفر يسمى (الحزام) ليمنع انسياب المياه على مدخل الديار