* كتب/ ادريس بوفايد،
الإعلان المشترك لرئاسة اللجنة المشتركة 6+6 الذي صدر أول أمس بخصوص التوافق على النقاط المتعلقة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية يجب أن يقرأ في سياقه، وفي إطار معطياته والفترة الزمنية القصيرة التي بالكاد بدأت فيها المداولات والنقاش المعمق حول المسائل الجوهرية، ناهيك عن التوصل لتوافق كامل حولها.
ومن هذا الفهم والمنطلق العقلاني السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو ما الدافع والمبرر لإعلان كهذا وفي هذا الوقت المبكر بالذات؟
والجواب يرتكز على العوامل التالية:
أولا: قناعة اللجنة المشتركة مجتمعة بأن لا مجال للفشل في مهمتها وتحت كل الظروف، لكون البديل هو انتقال الملف بكامله للبعثة الأممية طبقا للتصورات التي تراها هي، وهو أمر لا يحبذه كامل أعضاء اللجنة.
ثانيا: سيمثل “إعلان النوايا” هذا تعهدا والتزاما أدبيا وأخلاقيا على اللجنة المشتركة للعمل بكل العزيمة والجد لإنجاز الاتفاق المنشود والمطلوب في وقت قياسي، قد لا يتعدى الأسبوع أو نحوه، وما يتطلب ذلك من حلول وسط إيجابية ومرونة يرونها ضرورية من الطرفين دون تمييز.
ثالثا: أنه أمام اللجنة خيارات حلول متعددة لكل النقاط الخلافية وآلية حسمها ديمقراطيا مع قبول الجميع بما تفضي له هذه المفاضلة الديمقراطية.
رابعا: يمثل الإعلان تهيئة للأرضية النفسية المهمة للنقلة النوعية التي سيحدثها الإعلان النهائي للتوافق بكل جوانبه.
خامسا: من المتوقع والمرجح أن تكون اللجنة المشتركة قد حصلت -وإن بشكل غير معلن- على ضمانات دولية فاعلة في الملف الليبي لإلزام هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كل الأطراف للقبول بمخرجاتها، والعمل الأمين بها، وكذلك القبول بالنتائج الانتخابية المترتبة عليها.
بهذه القراءة المتأنية يتضح أن الإعلان المشار إليه يمثل استراتيجية عملية مبررة، وليس بغرض المناورة أو تضليل الرأي العام المحلي والدولي اللذين تمت مخاطبتهما مباشرة كما قد يظن البعض.
ويبقى السؤال الجوهري الأخير.. والذي يوجه لكل المخلصين باللجنة المشتركة.. أين هي بالتحديد مكتسبات ثورة فبراير وتضحيات الشهداء والمصلحة الوطنية العليا من كل ذلك؟