* كتب/ خالد الجربوعي،
تفتتح الأربعاء فعاليات الدورة 50 لمعرض طرابلس الدولي على أرض المعارض بالعاصمة طرابلس ويستمر من يوم 15 مايو الى غاية يوم 21 مايو.. وهو معرض تجاري دولي تشارك فيه عديد الشركات الليبية والأجنبية والتي تقوم بعرض منتجاتها في مختلف النشاطات.
وفي لمحة تاريخية عن المعرض نجد أنه يعتبر من أقدم المعارض التجارية في افريقيا والعالم العربي حيث ظهرت فكرة إنشائه عام 1926 وانطلقت أولى دوراته في العام 1927م لتعرض فيه المنتجات الزراعية والمصنوعات المختلفة القادمة من مختل مناطق إيطاليا التي كانت وراء افتتاح المعرض، إضافة إلى تسويقه للفنادق والمنشآت التي اعتزمت إيطاليا إنشاءها في ليبيا باعتبارها كانت تستعمر البلاد في ذلك الوقت.
وكان موقع المعرض في مكان غير مكانه الحالي، والذي انتقل إليه في الدورة الثالثة في العام 1929بعد انضمامه إلى “اتحاد المعارض الدولية” الذي تأسس في باريس سنة 1925 في ذات العام، ليستمر في إقامة دوراته حتى الدورة 13 حيث توقف في العام 1939 مباشرة قبل بدء الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1962 عاد المعرض ليفتح أبوابه تحت سلطة ليبية تحكم البلاد، ويزاول نشاطه من جديد ليكون أحد أهم علامات مدينة طرابلس البارزة الذي يقصده الزوار من كل مدن ومناطق البلاد.
كما يعد مبنى المعرض بشارع عمر المختار من المباني الأثرية في المدينة، متميزا بواجهته الجميلة والكبيرة والتي يحتفظ بها حتى اليوم، حتى أصبحت علامة توضع على طوابع بريدية بينها طابع بريدي صدر في العام 1930 من قبل إيطاليا بمناسبة الدورة الرابعة.
وقد شاهد المعرض في سنوات ماضية حالة من التذبذب والإقفال في بعض السنوات، لأسباب مختلفة ساهمت في تراجعه وغياب الكثير من الدول التي كانت تشارك في فعالياته سنويا قبل ذلك، ولكن في السنوات الأخيرة عاد المعرض للاستمرار والتواصل ولو يشكل نسبي، وفي مواعيد غير ثابتة كما كانت عادته فيما مضى، وبمشاركة ومساهمة محدودة نوعا ما.
وها هو اليوم يفتح أبوابه في دورته 50 بمشاركة عديد الدول ومائات الشركات الليبية والعالمية من مختلف التخصصات، ليكون نافذة عالمية تروج من خلاله الشركات العارضة لإنتاجها، ويكون فرصة لالتقاء العارضين المحليين والزوار لتبادل الخبرات وفتح آفاق التعاون في كل المجالات.
ورغم قلة بريق المعرض منذ عقود وسنوات، خاصة بعد توقفه لفترة ليست بالقصيرة في ثمانيات القرن الماضي لأسباب ربما سياسية ومنهجية أكثر منها منطقية، فقد المعرض الكثير من مميزاته ومكانته محليا ودوليا، حتى أصبح يكاد يكون محليا صرفا، بل ومحدود المشاركة جدا رغم بقاء تسميته الدولي.. فهل نشاهد يوما عودة معرض طرابلس إلى مكانته الحقيقية التي وصل إليها يوما ليكون قبلة للمشاركين والزوار داخليا وخارجيا كما كان يوما.
ذات صلة:
الإعلان عن بدء لاستعدادات لإقامة الدورة الذهبية 50 لمعرض طرابلس الدولي