عربي 21-
أكد مهندس الاتفاق البحري بين تركيا وليبيا، الأميرال جهاد يايجي، أن توقيع الاتفاق بين الطرفين، يمنع استغلال الثروات الليبية من قبل الأوروبيين، مشيرا إلى أن “تركيا قامت بما ينبغي فعله لحماية هذه الموارد، ومنع تبديدها”.
وشدد يايجي في مقابلة خاصة مع “عربي21” على أن هذه الاتفاقية مهمة للغاية لاستقرار وأمن ورفاهية ليبيا، ورغم أنها صفقة متأخرة، لكن: “إن لم نكن نحن الموقعون على هذه الاتفاقية في هذا الوقت؛ فربما سيتم تبديد موارد ليبيا وتوزيعها على دول أخرى”.
وشدد يايجي في حديثه على هامش ندوة سياسية في إسطنبول؛ على أن ليبيا “ستكون أهم مورد للغاز لأوروبا في غضون 5 إلى 10 سنوات، وهذه الاتفاقية تشمل التعاون وتبادل الخبرات لاستخراج الموارد ونقلها وما إلى ذلك (..) وبفضلها لن يتم استغلال هذه الموارد خاصة من قبل الأوروبيين”.
وردا على سؤال “عربي21” حول العوائد الاقتصادية من الاتفاقية، وموقعها في سوق الطاقة على ضوء الأزمة الأوكرانية قال يايجي: “هناك تقديرات تشير بأن ما يقرب من قيمة 30 تريليون دولار من الغاز الطبيعي والنفط موجود في المناطق البحرية القريبة من ليبيا (..) ويرجح أن الغاز الموجود في هذه المنطقة سيكون قادرًا على تلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي لمدة 30 عامًا، وهذا مهم جدًا لوحدة وسلامة ليبيا واستخدام هذه الموارد”.
وتابع: “يريد الاتحاد الأوروبي تقليل اعتماده على الغاز والنفط الروسي، ولأنه تم فرض عقوبات جدية على روسيا؛ فأوروبا الآن تبحث عن مصادر بديلة، ومن بين هذه المصادر؛ غاز إسرائيل ومصر والذي تحاول الإدارة اليونانية لجنوب قبرص استخراجه، ولهذا فقد أصبح على جدول الأعمال، لكن الكمية الناتجة منه منخفضة”.
وحول تنفيذ الاتفاقية على أرض الواقع قال: “ليبيا لديها الموارد وتركيا أيضًا تمتلك الإمكانيات، وفي رأيي؛ على تركيا إرسال سفن أبحاث في أقرب وقت ممكن لتحديد الموارد في هذه المنطقة وبدء الحفر على الفور، لكن هذا سيستغرق على الأقل 5 سنوات”.
ومعلقا على اعتراض اليونان ومصر على الاتفاقية أضاف: “لو كانت ليبيا قد وقعت اتفاقية مع اليونان بدلاً من تركيا، فستخسر مساحات واسعة من هذه المناطق، واعتراض اليونان على الاتفاق ووقوفها ضده، إنما هو لزعمها أن ما حصلت عليه ليبيا بعد الاتفاقية كان يجب أن يكون ملكها”.
أما مصر، فقال يايجي إنها لا تملك أي مناطق بحرية في المواقع التي تم الاتفاق عليها مع ليبيا، والصفقة لا تمس الحقوق البحرية المصرية، متسائلا: “لماذا تنزعج مصر من هذا؟ لماذا تريد التدخل؟”، مجيبا في الوقت نفسه بالقول: “إن اعتراض مصر على الاتفاقية هو لأنها تريد التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، ولا يريدون ترك ليبيا لليبيين”.
وختم الأميرال التركي حديثه لـ”عربي21″ بالقول إن لبلاده سياستين أساسيتين تجاه ليبيا، “الأولى أن ليبيا ملك لليبيين وليس لغيرهم، وثانيا أن ليبيا يجب أن تحافظ على وحدة أراضيها وألا تتفكك، وأن تحكم نفسها بنفسها دون تدخل خارجي”.
من هو الأميرال جهاد يايجي؟
منتصف العام الجاري، قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نقل الأميرال جهاد يايجي إلى هيئة الأركان في وزارة الدفاع التركية، وإعفائه من رئاسة أركان قيادة القوات البحرية في الجيش التركي.
ويايجي هو مهندس اتفاق ترسيم “الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، المبرم في نوفمبر 2019، وله دور كبير في الكشف عن عناصر تنظيم غولن في الجيش التركي”.
وهاجمت الصحافة اليونانية الأميرال يايجي غير مرة، وقامت بالتحريض ضده، على خلفية تأليفه كتاب “مطالب اليونان”، أشار فيه إلى مخالفة اليونان للمعاهدات الدولية وأنها قامت بوضع أسلحة ثقيلة في 16 جزيرة متنازعا عليها.
وشكك الأميرال التركي، في كتابه، في شرعية سيادة اليونان على 23 جزيرة في بحر إيجة.
ووفقًا لرئيس الأركان التركي، فإنه يجب إلغاء تواجد أي قوات على هذه الجزر تمامًا، وحظر تحليق الطائرات العسكرية على الجزر، ولا يجب إجراء أي تدريب عسكري على الجزر.
يذكر أن يايجي عمل على إنشاء برنامج تحليلي “فيتوميتر”، تمكن من خلاله من الكشف عن عناصر “غولن” في الجيش التركي، عن طريق ملاحقة ومتابعة المرتبطين بأتباع “غولن”، مثل أقاربهم ومعارفهم، وتحديد ما إذا كانوا منتسبين للتنظيم الذي تصنفه تركيا “كيانا إرهابيا”.