أحمد رفيق المهدوي.. صوتُ الأمة وضميرُها الحي

ولد الشاعر الليبي أحمد رفيق المهداوي عام 1898 في قرية فسطاطو (التي تعرف حالياً باسم جادو) بمنطقة جبل نفوسة في ليبيا. وبرز اسمه خلال فترة الاحتلال الإيطالي، حيث اتخذ من الشعر منبرًا للمقاومة والتعبير عن تطلعات الشعب الليبي إلى الحرية والاستقلال.

لم تكن قصائده مجرد نصوص أدبية، بل وثائق وطنية نابضة بالوعي والتحريض، حملت لغة قوية وصورًا مؤثرة، واستنهضت الهمم في مرحلة شديدة القسوة من تاريخ البلاد. وقد عُرف بلقب “شاعر الوطن” لما مثّله من صوت صادق عبّر عن آمال الليبيين وآلامهم.
اتسم أسلوب المهدوي بالبساطه والوضوح، جامعًا بين الكلاسيكية العربية والروح الوطنية الحديثة، ما جعل شعره قريبًا من عامة الناس ومحل تقدير النخبة الثقافية في آن واحد. كما لم يقتصر عطاؤه على الشعر، بل ساهم في الصحافة والعمل الثقافي، وكان حاضرًا في النقاش العام مدافعًا عن الهوية الليبية وقيم العدالة والكرامة.
ارتبط اسم المهدوي بالمقاومة المعنوية والثقافية، فكان الشعر عنده منبرًا للمطالبة بالعدل ورفض الإذلال، وتسجيلًا لنبض الشارع الليبي وهمومه. ولم يكتفِ بالتغني بالمبادئ الكبرى، بل التفت أيضًا إلى نقد المظاهر السلبية وتعرية النفاق الاجتماعي حين يقتضي الأمر، فجمع بين حرارة العاطفة ودقة الملاحظة.
بعد الاستقلال، واصل أحمد رفيق المهدوي دوره الثقافي، مؤكدًا أن بناء الدولة لا يقل أهمية عن تحريرها ، عينه الملك إدريس السنوسي، عضواً بمجلس الشيوخ، بعد أوّل تشكيل للمجلس عام 1952، وجدد عضويته بالمجلس، عام 1956، في التعيينات الجديدة للمجلس. توفي في العاصمة اليونانيّة أثينا، يوم الخميس الموافق 6 يوليو 1961، وأُرسل جثمانه إلى ليبيا، ودفن، يوم الثلاثاء الموافق 11 يوليو 1961م، بمقبرة (سيدي عبيد) بمدينة بنغازي.



