الحرة-
قالت الشرطة المالطية، الجمعة (31 مايو 2024م) إن أحد خاطفي طائرة ليبية تم تحويل مسارها إلى مالطا عام 2016 وعلى متنها 120 شخصا، تم ترحيله إلى هذا البلد المغاربي، بعد 8 سنوات وراء القضبان.
وتعود تلك الواقعة إلى عام 2016 عندما اختُطفت طائرة A320 تابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية في المجال الجوي الليبي، من قبل رجلين هما موسى سها وشريكه علي صالح، زعما أنهما من مجموعة مؤيدة لنظام القذافي.
وكانت الطائرة في رحلة داخلية تستغرق في العادة حوالي ساعتين من سبها إلى طرابلس، عندما حوّلها الرجلان إلى الأراضي المالطية مُهددين بتفجيرها، قبل أن يتبين لاحقا أنهما استخدما أسلحة مزيفة.
خلفية الواقعة
في 23 ديسمبر 2016، أقلعت الطائرة وعلى متنها 28 امرأة ورضيعا و82 رجلا إضافة إلى أفراد طاقمها الستة، عندما فقد برج المراقبة في مطار معيتيقة الدولي الاتصال بالربان.
وأبلغت السلطات الليبية نظيرتها المالطية بأنها فقدت الاتصال بالطيار، الذي ظل يتفاوض مع الخاطفين، على أمل أن يقنعهما بهبوط الطائرة في الوجهة الصحيحة.
وفي النهاية، أجبر الخاطفان قائد الطائرة على التحليق حوالي 350 كلم شمالا وصولا إلى مالطا، حيث بدأت مفاوضات معهما، وسط مخاوف حينها من نفاد الوقود في الجو.
وفور هبوط الطائرة في مالطا، اتخذت قوات الأمن مواقعها على بعد مئات الأمتار منها، بينما تم إلغاء أو تحويل مسار رحلات أخرى في المطار.
وبعد 4 ساعات، سلم الليبيان نفسيهما لقوات الأمن مع آخر رهينة لديهما هو أحد أفراد الطاقم، وكانا أفرجا عن الآخرين في وقت سابق خلال المفاوضات.
وادعى الخاطفان ارتباطهما بجماعة مؤيدة لنظام القذافي، وفور مغادرة الركاب، ظهر رجل لفترة وجيزة على درجات سلم الطائرة حاملًا علمًا أخضر يشبه أحد شعارات القذافي.
وذكر موسى سها – الذي يعتبر العقل المدبر للاختطاف – في اتصال مع فضائية ليبية عبر الهاتف، أنه زعيم “حزب الفاتح الجديد”، على حد قوله.
والفاتح هو الاسم الذي أطلقه القذافي على شهر سبتمبر الذي نفذ فيه انقلابا عسكريا على الملك إدريس السنوسي، عام 1969.
ونقلت وسائل إعلام ليبية عن الخاطف قوله: “قمنا بهذا العمل لإشهار حزبنا الجديد والإعلان عنه”.
وحسب تقارير إعلامية حينها، فإن الخاطفين في العشرينيات من العمر وينتميان لجماعة التبو العرقية في جنوب ليبيا.
تداعيات ما بعد الاختطاف
بعد إلقاء القبض عليهما في مالطا، خضع سها وشريكه صالح لمحاكمات منفصلة.
وفي عام 2020، حكمت محكمة في العاصمة المالطية فاليتا بالسجن 25 عاما على سها، بعد إدانته بتهمة اختطاف الطائرة، بينما اعترف الأخير بالتهم الموجهة إليه خلال جلسات المحاكمة.
أما شريكه الذي ينحدر من مدينة سبها جنوبي ليبيا، فظل ينتظر محاكمته، بعد أن رفض التعاون مع المحققين، مما أدى إلى تأخير إجراءات محاكمته.
وفي البداية، دفع المتهمان ببراءتهما، لكن سها تراجع عن ذلك لاحقا.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف مالطا”، الجمعة، أن الشرطة المالطية رحّلت أحد المتهمين إلى بلده الأصلي، لكن السلطات لم تكشف عن هوية المرحّل.
ويُعتقد أن الشخص المرحل هو صالح، وذلك لرفضه التعاون مع التحقيقات.
وأضافت الشرطة – وفق الصحيفة – أنّه لن يُسمح للمرحّل بدخول مالطا أو أية دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي.