آلاف المدنيين يخرجون من الغوطة مع تقدم الجيش السوري
آلاف المدنيين يخرجون من الغوطة مع تقدم الجيش السوري
(رويترز)- قال شاهد من رويترز والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن آلاف السوريين فروا من منطقة تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية يوم الخميس وعبروا سيرا على الأقدام إلى أراض تسيطر عليها الحكومة في أكبر تدفق من نوعه خلال شهر من القتال تقريبا مع سيطرة الجيش على مزيد من الأراضي في الغوطة.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي رجالا ونساء وأطفالا يسيرون على طريق وسط الأنقاض نحو مواقع تسيطر عليها الحكومة على مشارف بلدة حمورية. وكان الناس يحملون أغطية وحقائب على ظهورهم وبعضهم يبكون. ولوحت مجموعة تكدست على ظهر شاحنة صغيرة بالأعلام السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن 12500 شخص على الأقل غادروا باتجاه مواقع القوات الحكومية. وأوضح المرصد أنهم وصلوا من حمورية وجسرين اللتين تقدم إليهما الجيش يوم الخميس وبلدات أخرى مجاورة.
وقال شاهد لرويترز ووسائل إعلام رسمية إن آلافا من الناس يغادرون المنطقة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الميجر جنرال فلاديمير زولوتخين قوله ”في كل ساعة يغادر نحو 800 شخص“.
وهي هذه المرة الأولى التي يفر فيها عدد كبير من الناس كهذا من الجيب منذ شنت الحكومة هجوما شرسا لاسترداد المنطقة قبل نحو شهر.
وكانت القوات المؤيدة للحكومة قسمت في وقت سابق الغوطة الشرقية، وهي أكبر معقل للمعارضة قرب دمشق، إلى ثلاثة جيوب منفصلة.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع أجلي عشرات المرضى والجرحى من منطقة أخرى أبعد جنوبا بناء على اتفاق بين روسيا وجيش الإسلام وهو الفصيل الرئيسي المسيطر على المنطقة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إن قافلة مساعدات تضم 25 شاحنة دخلت الجيب الشمالي من الغوطة الشرقية يوم الخميس.
وقالت اللجنة في سوريا في تغريدة على تويتر “هذا مجرد جزء قليل مما تحتاجه هذه الأسر”.
وكانت يولاندا جاكميه المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذكرت أن القافلة تنقل مواد غذائية تكفي نحو 26 ألف شخص لمدة شهر إضافة إلى إمدادات أخرى.
وقالت جاكميه إن القافلة تنقل 5220 حصة غذاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر و5220 جوال طحين من برنامج الأغذية العالمي. والحصة الواحدة تكفي لإطعام أسرة من خمسة أفراد لمدة شهر.
* ”إلى حضن الدولة“
قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله الذي يقاتل بجانب القوات السورية الحكومية إن الجيش السوري سيطر على مساحات من الأراضي الزراعية والمصانع في حمورية.
وفي تغريدة على تويتر، قال وائل علوان المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن المعارضة التي تسيطر على الجيب الجنوبي بالغوطة إن الجيش اجتاح حمورية ويستغل محنة المدنيين الفارين من القنابل.
وقال المرصد إن القوات الحكومية شنت ضربات جوية وقصفا على المنطقة الخاضعة لفيلق الرحمن خلال الليل. وذكر المرصد أن ضربات جوية على بلدة زملكا أودت بحياة 12 شخصا يوم الخميس.
وقالت الأمم المتحدة إن هجوم الجيش السوري بالطائرات والمدفعية على الغوطة الشرقية طوال شهر تقريبا أودى بحياة أكثر من 1100 شخص وجرح آلاف آخرين.
وتقول دمشق وحليفتها الرئيسية موسكو إنهما يستهدفان فقط المتشددين الإسلاميين وإنهما تسعيان إلى إنهاء سيطرة المتشددين على المدنيين ووقف إطلاق قذائف المورتر على العاصمة. واتهمت دمشق وموسكو الفصائل المسلحة بمنع السكان من مغادرة الغوطة وهو ما ينفيه المقاتلون.
وقال ضابط بالجيش على التلفزيون الرسمي يوم الخميس ”الحمد لله…يتم خروج الأهالي إلى المكان المناسب إلى حضن الدولة“.
وبث التلفزيون السوري الرسمي مقابلات مع أناس يخرجون من الجبهة قالوا إن المقاتلين بالغوطة لم يسمحوا لهم بالخروج. وأوضح التلفزيون أن السكان يخرجون عبر معبر في حمورية بينما سيتولى الهلال الأحمر العربي السوري نقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة في ريف دمشق.
وتكدس العشرات من الناس في شاحنات وجرارات زراعية وهم يلوحون أو يرددون أناشيد خلال مرورهم بينما دوت انفجارات لفترة وجيزة في الخلفية.
وبكى رجل وهو يشكر الجيش السوري في التلفزيون، وقال رجل آخر من حمورية إن المسلحين هاجموا شخصا حاول رفع العلم السوري هناك في الأسابيع الأخيرة. وقال الرجل الذي لم يكشف عن اسمه ”أوصوا (أطلقوا النار) علي ونزلوا العلم ”.
وقال شاهد رويترز إن البعض وصلوا إلى مواقع تابعة للحكومة في بلدة بيت سوى المجاورة على مقاعد متحركة.
وقال ساكن من حمورية اسمه أبو النور لرويترز إنهم كانوا على اتصال بأناس في مواقع الجيش منذ بدء الهجوم بهدف إخراج المدنيين.
وأضاف قائلا ”نحنا تمن (8) أيام عم ننسق مع العسكريين نقولن إن نطلع العالم المدنية“.