الرئيسيةالراي

رأي- مشروع تقسيم المقسم

* كتب/ عبدالرحمن نصر

يجري تنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية المقسمة أصلا، وتحويلها إلى دويلات قزمية كدويلات الخليج العربي، وهذا ما حصل مثلا في السودان والصومال.

ويجري اليوم في فصل غزة الفلسطينية عن الضفة العربية، وقطع إدلب ومناطق الأكراد من سوريا والعراق، والمحاولات الحثيثة لتفكيك وحدة ليبيا واليمن، ومستقبلا لتفتيت السعودية وتحويلها إلى إمارات منفصلة معادية بعضها لبعض، وكذلك خلق كيان هزيل في منطقة الصحراء المغاربية..

 

هناك دول قزمية عربية عميلة من المنطقة تعمل بالوكالة لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الدولي، الذي يفيد بالدرجة الأولى إسرائيل وإيران وتركيا وبعض الدول الأفريقية المجاورة لدول المنطقة، كل هذا ينفذ على مراحل طويلة الأمد وحسب استراتيجية دولية، ويتم تنفيذه خطوة خطوة حسبما تسمح به ظروف المنطقة الرخوة الضعيفة، العالقة في مشاكلها المحلية المؤدية إلى استمرار الفوضى العارمة وعدم الاستقرار وعمليات الهدم الممنهج، وما تعيش فيه شعوبها من تخلف وجهل وحالات حروب وفقر وعداء مستفحل بين سكانها من جهة، وكذلك الهوة العميقة والفرق الحضاري بين سكان المنطقة وسكان الغرب المتمدين، أضف إليها الإصرار على التمسك بالماضي في التفكير الرجعي وعدم الأخذ بأسباب ووسائل العلم والحضارة والتطور للقضاء على التخلف والجهل والأفكار البالية، التي أعاقت وحالت ولا زالت تعيق وتحول دون حدوث التغييرالمنشود، الذي يجعلنا جزء من العالم المتطور والذي يتطور في كل لحظة تمر، خلافا لمنطقة الشرق المتوسطية الغارقة في مشاكلها وحروبها اللا متناهية، وتدمير مقومات الحياة فيها بشكل مستمر، حيث تعيش شعوب المنطقة أزمات متفاقمة ومتراكمة صعبة جدا، تلقي بظلالها منذ أكثر من 70 سنة في المنطقة العربية وحتى الشرق أوسطية برمتها..

 

لا يخامرني أدنى شك بأن ما يحصل في المنطقة هو بمباركة السياسات الأمريكية والفرنسية والغربية بشكل عام، وأيضا بالمشاركة الروسية الطامعة بأن يكون لها وجود استراتيجي فعلي على ضفاف مياه البحر الأبيض الدافئة، وها هي قد تمكنت بإنشاء قواعد عسكرية برية وبحرية وجوية فوق الأراضي السورية بحدوث الحرب السورية الأهلية..

من لم يحافظ على كيانه كدولة واحدة مستقلة في منطقة الشرق الأوسط سيصبح في خبر كان، وما أحوجنا نحن الليبيين في هذا الوقت بالذات، إلى أن نتوحد ونتوافق من أجل إن نحافظ على ليبيا كدولة واحدة مستقلة، حتى ننقذ الوطن والمواطن الليبي، ولا نصبح مشردين ولاجئين تائبين جوعى كالشعب الفلسطيني والصومالي والسوري لا سامح الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى