الرئيسيةالراي

رأي- سخاء الجفاء وانتهاء البلاء

* كتب/ أنس أبوشعالة،

“أمير الشعراء”، برنامج عادي يُعنى بالشعر العربي والتحية واجبة لأصحاب هذه الفكرة غير المربحة بمعايير التسويق الإعلامي الربحي، ولجنة التحكيم المكلفة بالمفاضلة بين المشاركين لا شك أنهم أساتذة ذوي تخصص واطلاع ودراية باللغة العربية شعراً ونثراً وبلاغةً ونقداً.

ولا أعتقد أن أحداً (دون تعميم مطلق) من المشاركين في معركة الفيسبوك الافتراضية ضد لجنة التحكيم من ذوي الاهتمام والمتابعة بالأدب العربي الجاهلي والمعاصر، و في ظني أن الفنون المنتشرة في زماننا جُلها غنائي وجُل جُلها يهتم بأغنية البخت للفنان المصري الشهير “ويجز”. والتي بلغ عدد مشاهداتها على اليوتيوب 160 مليون، وأغنية يا حسرة للفنان التونسي الشهير “بلطي” والتي حصدت 160 مليون مشاهدة كذلك، أما الثنائي الأشهر شاكوش وعمر كمال بأغنيتهم الخالدة في وجدان الشباب “بنت الجيران” فقد حصدت ما يزيد عن المليار مشاهدة .

وعلى الصعيد الليبي المحلي حصد الفنان الليبي الشاب جودي والذي لم أستطع معرفة اسمه الثلاثي بأغنيته الشهيرة “وش جابك قللي وش جابك” ما يزيد عن ال 80 مليون مشاهدة، وهذه في ظني هي الذائقة الفنية للأغلبية دون أن ينافسها شعر أو مسرح أو رواية؛ فتلك الأمور صارت شبه معزولة ومهجورة.

الاهتمام البالغ والعجيب بما حصل بين المتسابق و لجنة التحكيم لا علاقة له باللغة أو الإعراب أو النحو أو البلاغة، فما هي إلا تجسيد لحالة التشنج والتوتر والعدائية التي نعيشها، حالة من الكبت والطاقة السلبية الدفينة في صدورنا، حتى صرنا نتحين الفرصة لتفجير هذه المشاعر السلبية وافتعال معارك وساحات حروب نشفي بها صدورا مليئة بالغل والحقد والضغينة، والعدوانية التي نعيشها في رأيي حالة نفسية اجتماعية هي انعكاس واضح لحالة القلق والضغط النفسي، نتيجة ما مرت به بلادنا من حروب وفوضى وانقسامات سياسية وتردي الحالة الاقتصادية والحياتية لعموم الناس بلا استثناء.

سخاؤها أو سخاءها أو سخاها ما يهمني انعتاق بلادي من بلاها وبلاءها وبلاؤها وانتهاء شقاها وشقاءها وشقاؤها

رغم امتلاكنا من الثمرات مدداً و نزول موائد الخير علينا من السماء بلا عمد، لا زلنا نبحث عن إجابةً لدعوة لم نطلقها بقلوبنا يقيناً وصدقاً، الا رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى