الرئيسيةالراي

رأي- بين النقد وشفاء الغليل تنكشف نوايا وغايات

* كتب/ علي محمد البشير،

الروح النقدية في أسلوبها وغايتها لا تختلف سواء أكانت في ميدان الأدب أو العلوم أو السياسة..

والناقد عندما يكتب أو يتكلم ينبغي أن يكون منصفا، يتحدث في إطار الفكرة، وما يعززها أو يصلح من شأنها، ولا يكون شخص المقابل له أو شكله هدفا له، مع التأكيد على نقاط الالتقاء ونقاط التقارب مع من يخالفه الرأي، ليكون أدعى لكسبه وإنصافه.

أما الشماتة والصراخ والهيجان والاندفاع أو الانهيار العاطفي؛ فهو شأن الضعفاء، ذوي العُقد؛ عقد الشعور بالنقص أو الاضطهاد، وتصبح الغاية شفاء الغليل، وإغاظة الطرف الآخر، ودفعه إلى مزيد من التعنت والحقد.

من تاب من ذنب، أو أصلح من عيب، أو قادته التجارب والنضج لواقع أفضل، لا ينبغي أن نذكره بذنوبه وعيوبه، وكأننا …..

لاحظت كثيرا مما يُكتب لا ينصبّ على تعزيز فكرة صائبة، أو إصلاح أخرى والأخذ بأيدي أصحابها لما هو أهدى سبيلا، بل على الأشكال والأشخاص والماضي الذي انسلخوا منه وتجاوزوه.

للحرب قوانينها، وحتى الهجاء له معاييره، وللحب والكُره مسافات مقدّرة، مهما كانت لغة وأسلوب الطرف المقابل، وهذا لا يعني التفريط في الحقوق أو السكوت عن الجرائم.

إن استعمال الصور، والبحث عن العيوب، وكشف مستور الناس، لا يدلّ على نيّة نظيفة، ولا يحقق غاية حسنة، ومن يسلك هذه السبل لا يسلم عادة من الوقوع في أسوأ منها، من حيث يشعر أو لا يشعر، فالجزاء من جنس العمل.

الثبات على المبادئ والعزم والحزم والانحياز للحق والحقيقة صفات تقتضي وتستوجب ما يليق بها من الصفات والألفاظ والأساليب، وإلا فما الفرق؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى