وال-
احيا الليبيون اليوم الأربعاء الذكرى الـ (65) لمعركة إيسين التي أمتزج فيها الدم الليبي و الجزائري ليشكل ملحمة من ملامح الجهاد المشترك بين البلدين الشقيقين ضد المستعمر البغيض والتي امتدت ما بين (1914-1956) م من القرن الماضي .
ويأتي الاحتفاء بهذه الذكرى من كل عام لتذكير الأجيال في ليبيا والجزائر بملحمة جهادية مشتركة ضد الاستعمار امتزجت فيها الدماء الطاهرة الزكية بين الشعبين واستذكارا لتضحيات الأجداد من اجل الوطن في البلدين.
ونظم المجلس الرئاسي، الأربعاء (05 أكتوبر 2022م) احتفاء بالذكرى الـ 65 لمعركة إيسين التاريخية، بحضور رئيس المجلس الرئاسي، “محمد المنفي”، ونائبي المجلس “موسى الكوني” و”عبدالله اللافي”.
وشارك في إحياء هذه الذكرى وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري “العيد ربيقة”، والسفير الجزائري لدى ليبيا “سليمان شنين”، وعدد من السفراء المعتمدين لدى ليبيا.
وحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي فقد بدأ الاحتفال بافتتاح معرض خاص بالمخطوطات والصور والكتب، كمشاركة من المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، جرت بعدها مراسم إحياء الذكري الــ 65 لمعركة إيسين التاريخية، تخليداً للتاريخ النضالي المشترك بين الشعبين الليبي والجزائري الشقيقين.
وألقى النائب بالمجلس، “موسى الكوني” كلمة المجلس الرئاسي، أكد فيها على عمق العلاقة القوية التي تجمع الدولتين الجارتين الشقيقتين.
وبدوره أثنى وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري “العيد ربيقة”، في كلمته بالمناسبة على العلاقة الأخوية بين الليبيين والجزائريين، مثمناً الدور الليبي الذي كان داعماً للثورة الجزائرية.
يشار إلى أن معركة ايسين وقعت يوم 4 أكتوبر 1957 بقرية ايسين في جنوب بلدة غات الليبية، حيت بدأت مقدماتها بالاتفاق بين المجاهدين الليبيين والجزائريين على نصب كمين لقافلة تموين فرنسية وإحراقها بمدينة جانت الجزائرية ومن ثم الانسحاب إلى الأراضي الليبية، فقام جيش الاحتلال الفرنسي بملاحقتهم داخل التراب الليبي وقصف قرية إيسين الحدودية بين الجزائر وليبيا بالطائرات ردا على العملية التي قام بها المجاهدون الجزائريون انطلاقاً من الأراضي الليبية، واتهام فرنسا لليبيا بدعم الجزائر ، وعلى أثر ذلك وقعت معركة ايسين بين الليبيين والجيش الفرنسي .
ويقول المؤرخ الجزائري “محمد العربي الزبيري” إن معركة قرية إيسين في جنوب غرب ليبيا على الحدود مع الجزائر فتحت باب الكفاح ضد المستعمر الفرنسي في جنوب شرق الجزائر وساهمت في فك الحصار على الشمال بعد اشتداد القتال به.
من جانبه أشاد الأستاذ في علم التاريخ بجامعة تيبازة محمد مودوع -حسبما نشر في جريدة الشعب الجزائرية بتاريخ 02 – 10 – 2019- بالدور الإيجابي الذي لعبه الشعب الليبي ومنطقة ليبيا في احتضان الثورة المجيدة.
وأوضح في منتدى الذاكرة بيومية المجاهد بمناسبة إحياء للذكرى 62 لمعركة (إيسين) أن موقف ليبيا الداعم للثورة الجزائرية جاء استنادا إلى رفض الملك “محمد ادريس السنوسي” التوقيع على اتفاقية إجازة شرعية الاستعمار الفرنسي للجزائر الأمر الذي جعل منه ومن الشعب الليبي عدوا لفرنسا وداعما للمقاومات الجزائرية خاصة في معركة “ايسين “.
وبين أن شجاعة وموقف الليبيين الداعم للثورة الجزائرية، كان له دور بارز في نشاط وتحفيز الثورة وخاصة في الجنوب وأصبح الجنوب الليبي ممرا أمنا للمؤن والسلاح ضد الاستعمار.